رجــال في الـذاكــرة ( المفكر والأديب والباحث/ عبدالله عبد الجبار)

  • 7/23/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

رجــال في الـذاكــرة المفكر والأديب والباحث/ عبدالله عبد الجبار الأدب العربي كالبنيان أو كالجسد الواحد تربطه لغة الضاد أطرافه وأطيافه فهي كالعروة التي يعتصم بها في تحديد هويته بين الآداب العالمية بصرف النظر عن الإقليم الذي ينتمي إليه الأديب أو التيار الفكري الذي ينطوي تحت لوائه، أو المدرسة البلاغية التي يتأثر بها ويوظف تقنياتها في بيانه، ومن المبدعين العرب الذين ضبطوا تاريخ الأدب العربي من الناحية التاريخية التحليلية النصية يتصدر المفكر والمؤرخ والمبدع سلسلة المبدعين العرب الأستاذ عبد الله عبد الجبار الذي شارك في تمهيد طريق الأدب العربي في عصر التنوير وطالع صفحات كتب الحداثة وعبر عن الشخصية العربية دارساً تاريخها الأدبي ومقدمة لأعمال مبدعيها ونقادها ومفكر بها، وميزة هذه الشخصية تظهر للقارئ لأعماله وسيرته الذاتية وملامحه الأدبية بجلاء كيف تم التواصل بين قلمه والأقلام العربية في فضاء الفكر الحر على اختلاف العواصم والمدن، أن تجربه عبد الله عبد الجبار مثقف عربي تحدث داخل لغته تلك اللغة التي مثل فيها العنصر الفعال في معمل إنتاج الآداب والفنون والأفكار التي أنصبت في كل أطروحاته الفكرية والأدبية والنقدية التي تناولها بكل أمانة وصدق وشفافية، ولا يمكن لأي باحث منصف أن يقفل الخيط المشترك في المنهج الشعوري نحو القضايا العربية التي تميز بها المفكر عبد الله الجبار نحو أمته كمنتج صادر من منظومته الوجدانية التي شكلت قيمة تجربته الثقافية الواحدة في اطار المنتج الشعوري العربي وأن اختلفت أصداء هذه التجربة في العواصم الثقافية العربية، لكن همومها وتجاربها واحدة وقليلا ما أرى من محاولات تربط بين الآداب العربية مثلما فعل د. سيد محمد قطب الناقد المعروف في تحليله لرواية عبد الفتاح أبو مدين من متمثلة في حكاية الفتى مفتاح ورواية عميد الأدب العربي طه حسين في الأيام.  لقد قدم عبد الله عبد الجبار (1919 – 2011م) للمكتبة العربية دراسات قيمه في تاريخ الحجاز وحضارته وكتب عددا من المقدمات لكتب مهمة في الأدب والنقد اجتمعت في مجلد خاص بأعماله الكاملة عنوانه المقالات تمثل مطالعة الناقد المتأمل في المكتبة الإبداعية، فان المقدمات تدل على مكانته الأدبية بين أقرانه الذين يتخذون  من قلمه ضياء يمهد لإبداعهم سبيلا، وفي الإطار الثقافي والموسوعي لعبد الله عبد الجبار ان إنتاجه الفكري يتنوع ويتشكل بمنظومة إبداعية تنحصر بين ثلاثة دوائر التاريخ والأدب والنقد، وكل دائرة من هذه الدوائر تحتوي على مساحات متقاطعة لأنشطة فكرية حضارية واجتماعية ونفسية، مما يجعل عبد الجبار أديبا موسوعياً، ان عبد الله عبد الجبار مدرك تمام الإدراك لميزان الوسطية ذالك الميزان الذي يستقيم به المفكر العربي في زمن العالمية.. يحتفظ أديبنا عبد الله عبد الجبار بمقومات الهوية العربية وجمالياتها. وفي اتجاه عبد الله عبد الجبار إلى تأليف الدراما سواء كانت إذاعية أم مسرحية يدل على حداثته ومسايرته لحركة التطور الأدبي، ولا يختلف اثنان من الباحثين أن عبد الله عبد الجبار من طائفة النقاد المبدعين التي تضم طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ويحيى حقي، وفي بورتريه الليث باسما يذكر الناقد سيد محمد السيد، ان عبد الله عبد الجبار في خطابة النقدي قبل الليث الباسم الذي يدرك جيداً مدى قوته في الانقضاض، وهي قوة حدسية لأديب موهوب مدعمه بثقافة موسوعية تتحرك بوعي في خريطة الفكر الإنساني اللائق بمفكري التنوير والتجديد المستند إلى أساس سليم، ويكشف عبد الجبار النسق الثقافية الذي يخفي المادة تحت غلاف رومانسي رقيق، ويجمع عبد الجبار بين موهبة المبدع الذي يترسم بمهارة فائقة صورا صور تغزو مخيلة المتلقي، وذهنية الناقد المجيد لأساليب الإقناع.  يعبر عبد الجبار عن رؤيته النقدية بصورة كاريكاتيرية ترسخ في ذهن المتلقي، ومن أهم أرائه النقدية المتعلقة بالصورة حضور الأديب في قصصه على حساب شخصياته والمسار الدرامي لها المناسب لها ، ترسم مقالات عبد الله عبد الجبار لصاحبها صورة الليث الباسم في جالييري  ظرفاء العرب (1) وتحت عنوان عبد الله عبد الجبار بين الدراما المسرحية والدراما الإذاعة يذكر الباحث والناقد أ.د جلال أبو زيد هليل في دراسته ضمنها في الصورة الذهنية لعبد الله عبد الجبار وفي مستخلص دراسة للأستاذ الدكتور جلال أبو زيد هليل بعنوان عبد الله عبد الجبار بين الدراما المسرحية والدراما الإذاعية مضمنة في كتاب الصورة الذهنية لعبد الله عبد الجبار دراسات في الخطاب صدر ضمن سلسلة المبدعين العرب من صالون غاري الثقافي العربي أن عبد الله عبد الجبار أبدع في مجال الأدب المسرحي مسرحية الشياطين الخرس التي صدرت طبعتها الأولى عن رابطة الأدب الحديث بالقاهرة، وقد كتب لها تقديمها الأستاذ الدكتور محمد ناجي رئيس الرابطة، وقدمها الأستاذ الشاعر والمفكر/ محمد حسن عواد – يرحمه الله وحظيت بكلمة نقدية للأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي في مسرحية الشياطين الخرس تصبح قضية التمثيل نفسها هي الفكرة التي تناقشها المسرحية، بمعنى أن عبد الله عبد الجبار يقدم خطابا مسرحيا متطور يتحدث عن الفن نفسه، ويناقش قضية المسرح داخل المسرحية أو ما يطلق عليه في النقد الحديث الميتا مسرح،  وفي عام 1454م صورت تمثيله العم بحتوت لعبد الله عبد الجبار عن دار مصر للطباعة وقد وصف الناشر التمثيلية على غلاف بعبارة تمثيلية إذاعية عصريةويدل إبداع عبد الله عبد الجبار في المسرح والإذاعة. مستخلص الدراسة التي صدرت عن  عبد الله عبد الجبار والمنتج النفسي يحث الأستاذ الدكتور المعطي صالح تميزت بتناولها كتابات عبد الإله عبد الجبار بقدر كبير من التنوع فمنها ما هو نقد أدبي وما هو نقد اجتماعي وما هو معالجه لقضايا فكرية عامة، وما هم إبداع تمثيلي، وما هو تراجم أعلام، وما هو تقديم أعمال، وما هو دراسات في نقد النقد، لقد اهتم عبدالجبار بالعقاد بصفته العلم البارز في الدراسات النفس أدبيه، فكتب له نقدية شغلت سلسله من المقالات،  وهناك اساتذه  آخرون اهتموا بالمنتج النفسي،  ونجد اهتمامهم عن عبدالله عبد الجبار، ومن أشهرهم الدكتور محمد خلف الله الذي كان عبد الجبار من تلامذته في نهاية الثلاثينات بدار العلوم، وقد ظل عبد الجبار حافظا لكلمات الرجل كما قالها في المحاضرات وظل وفياَ حريصاً على التواصل معه، مارس عبد الجبار المنهج النفسي في دراسات شعراء الخطيئة، وبشار بن بورد، مطبقاً نظريه ادلر في مركب النقص.   طبق عبد الجبار في دراسته فقه فكره لأحمد السباعي وهكذا ودع الحياة عبدالله عبد الجبار بجسده وليس بروحه  التي تقرأ بين صفحات كتبه ومقالاته ودراساته العلمية التي أثرى بها المكتبة العربية، وكان بودي لو أن دور النشر في السعودية، أو في القاهرة ترجمت أعماله الأدبية والفكرية إلى عدة لغات حية، ولم تهتم النوادي الثقافية في المملكة بطبع كتبه، أو بترجمتها الى لغات حية، ولم  يتقدم أي باحث في النقد الأدبي بعمل محاضرة عن عبدالله عبد الجبار مفكرا وأديبا، ولكن لله الحمد اللجنة العلمية في صالوننا الثقافي العربي وبجهود من أساتذة اكاديمين – أعضاء في اللجنة بالصالون قدموا دراسات نقدية في كتاب الصورة الذهنية لعبد الله عبد الجبار، دراسات في الخطاب والأفكار عن سلسة المبدعين العرب، الكتاب25 مرجعنا الرئيسي، رجال في الذاكرة، المفكر والأديب والباحث عبد الله عبد الجبار.  وفي الختام الشكر للقائمين على نشر أعمال عبد الله عبد الجبار جهدهم الكبير أخصالي الشيخ أحمد ذكي يماني هو صاحب الرؤية في نشر هذه الدرر التي سيعود إليها الباحثون في الثقافة العربية مرارا وتكرارا. والله ولي التوفيق،،،

مشاركة :