رجال في الذاكرةالمفكر الإعلامي عاطف عبد العزيزبقلم   الكاتب / د.غازي زين عوض الله المدنيغيب الموت أحد الأعلام البارزين ، الإعلامي الإذاعي صاحب مدرسة فكرية، بدأ حياته مذيع صغير في صوت العرب حتى شب عن الطوق وتدرج في الكوادر الإذاعية ليصل إلى كبار المذيعين بجدارة ونال عدة أوسمة تقديرا لكفائته وإسهاماته في وضع استراتيجية لتخطيط البرامج الناجحة في صوت العرب، وأخرج وقدم عدة برامج متنوعات عمرت وامتدت دوراتها أعواما وقومت بدرجة امتياز، لقد درب كوادر شابة إذاعية تدين له بالفضل والعرفان، التزم بمدرسة فكرية إذاعية محافظة وسطية، لم يكن عاطف عبد العزيز يخطط برامج في خريطة صوت العرب بل كان مفكرا إعلاميا مبدعا في الإعلام الإذاعي ليبرز في هذا المجال حتى أصبح أحد رموزه الفكرية ، يرسم خطاه وفق استراتيجية ذات أبعاد وأهداف خدم بها صوت العرب نحو التدرج وفق إطار منهجي غيرت خريطة البرامج من مستوى تقليدي استاتيكي الى ديناميكية وحيوية في لغة البرامج وإذاعتها وفي نشرة الأخبار ليصبح عاطف صوتا ذا نبرة عالية وتناغم ، مزج بين خفة الظل والجدية، وكان من أعمدة إذاعة صوت العرب حتى وصل إلى منصب نائب لرئيس الإذاعة قبل إحالته إلى التقاعد.أما علاقتي بالصديق عاطف – يرحمه الله – صداقة عمر أكثر من أربعين عاما، لقد كان والدا ومربيا لأبنائه يشاركهم مسئولية تعليمهم وتربيتهم، وكنت أيضا أشاركه في تربية أبنائه بحكم علاقتي الوطيدة به كصديق وأخ، وكان يتمنى أن تكون له بنت ولكن خلفته كانت كلها أولاد، لم يشاء الله بذلك.تزوج الزوجة الثانية زميلته في صوت العرب، امرأة تتميز بدماثة الأخلاق والسمعة الفاضلة، أنجب منها ولدا واحدا لكن لم تدم عشرته معها ليطلقها .ولكنه لم يتركها كزميلة وصديقة له وكان وفيا معها.مؤهلاته العلمية:• حصل على ليسانس الآداب في جامعة القاهرة.• نال الماجستير في الأدب الإيطالي من جامعة إيطالية.• حصد أكثر من ثلاثين دورة في الإعلام الإذاعي والصوتيات بعضها من معاهد إيطالية لكن جلها من معاهد مصرية متخصصة في الاتصال الإذاعي.التدريب العملي:• درب مذيعين في استديوهات صوت العرب كما أنه يدرس مادة عملية لطلاب جامعات أهلية تخصص إعلام إذاعي.• كان مديرا لاستديوهات صوت العرب الصوتياتاللغات:• كان يتكلم اللغة الانجليزية بطلاقة كتابة ونطقا. • يجيد اللغة الإيطالية بطلاقة كتابة ونطقا.التدريس في المعاهد:• درس في معاهد إذاعية خاصة في القاهرة ودرب طلابها.محطاته الإنسانية:• بذل من الخير الكثير، وهو من أهله وأصحابه.• كانت يده ممتدة في مساعدة الناس، ولا يرفض أي شخص يطلب منه مساعدة في الحصول على وظيفة أو غيرها.• كانت يتوسط في ذات البين في رأب الصدع بين الأشخاص المتقاطعين في علاقتهم لخلاف ما، ويلئم جراحهم وخلافاتهم.أخلاقياته وسلوكه في الحياة:• كان دمث الأخلاق وحسن السيرة والسلوك، متدين يؤدي فروضه وصلاته في أوقاتها.• بارا بوالديه.• حج عدة حجات وأدى العمرة لأكثر من مرة.وقد كرمه صالوننا الثقافي العربي في إحدى دوراته الاحتفاليةهكذا كان عاطف عبد العزيز مثلا أعلى كنموذج في حياته للمثل الأعلى في منظومة الحياة . ودعها بروح مطمئنة نقية..نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان.. وإن لله وإن إليه راجعون..