أذكر أني قرأت قبل سنوات عن اكتشاف كِـتَـابات في مِـصْـر داخل أحد الكهوف، يعود تاريخها لأكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، وعندما ترجمها الخبراء المتخصصون باللغة الهيروغليفية (لغة مِـصْـر القديمة) أتّـضح أَنّ في إحداها حَــديثاً لِـرَجُـلٍ طَاعِـنٍ في الـسَّــن ينتقد فيه الحَـاضِـرَ وتصَـرّفات نَاسِـه، ويَـتَـحَـسَّـر على ماضيه، وما فيه مِـن أخلاقيات وعادات نبيلة (بِـزعمِــه)! ولأنّ الثناء على الماضي، وما فيه من سُـلوكيات وأخلاق حميدة عادة متأصلة في نفوس البشر؛ فكُـلُّ جِـيْـل يثني على زمنه، ويلوم مَـن بعده؛ فهذه أيامنا مع حلول عِـيــد الفطر المبارك، تدور فيها على الألسن وعبر مواقع التواصل الاجتماعي مفردات وعبارات الـغَـزَل العفيف بسلوكيات أفراد المجتمع زمَـنَ الـعِــيــد في الأيام الخوالِـي، وأنها مِـثَـال في التقارب والتواصل، بعكس عصرنا اليوم الذي يتصِـف بالقطيعة والجفاف العاطفي!! وللخروج من دائرة تلك (الـتّـهْـمَـة) التي يقذفنا بها الآباء والأجداد فضلاً تعالوا نؤصَّـل لـ (واقِـع عِــيْــدٍ) يكتسي برداء الإنسانية وتُـرَفْـرِفُ فيه بـيَـارق الـفَـرح الحقيقي الخالي من المجاملات وأصباغ الـتّـزيـيـف حتى نستطيع أن نذكُـره ونَـحِــنَّ إليه يوماً مَــا، وذلك بأنّ نتجاوز المظاهر والعادات النمطية، والتهنئة فقط عبر (الرّسائل والواتسب والبريد الإلكتروني)، ونُـمَـارس سلوكيات مختلفة - بعـد الأخـذ بالمُـسَـلّـمَـات والـسُّـنَـن الـشّـرعية -، ومن ذلك (ولديكم دائماَ أعزائي المُـفِـيد والمَـزيد): * الـتـسَـامح والعـفو، ففرحة العيد لا تكتمل (أبَـداً) إلا بأنّ نتصالح أولاً مع أنفسنا، بمحاولة تعديل المَـزاج بجرعات من الفرحة والبهجة بتذكر الإيجابيات، وتناسي السلبيات في حياتنا ثمّ بالعفو مع مَـن بيننا وبينه خصومة أو قطيعة؛ فالقلوب في العيد تَـلِـيـن، والنفوس سهلة الانقياد ؛ والتّـسامِــي إنما يكون بالمبادرة بالاتصال أو الزيارة، أياً كانت الأسباب. * تَـفَـقـد كبار السِّـن من الأقارب والجيران وزيارتهم، فهم والله بحاجة لمن يشاركهم آلامهم وآمالهم ويتقارب معهم حتى لا يشعروا بأنهم غرباء يعيشون فِـي زمن غير زمنهم! * تخصيص بعض الوقت لزيارة المرضى في المستشفيات؛ فخمس دقائق نَـعُـوْدهم فيها ستزرع في نفوسهم الأمل رغم الألم؛ فربما بعضهم قـد فقَـد الزيارة؛ لأنه ربما كان غريباً عن هذه الديار، أو لأنّ طول بقائه مريضاً أفقده الــزّوّار. أعزائي بمناسبة (الِـعِـيْــد) كل عام وأنتم بخير، كلّ عام وأنتم العِـيْـد، ثم فضلاً لاتذهبوا بعيداً فغَـداً نكمل الحكاية مع محطات أخرى. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :