قطر كسرت الحصار .. وأجهضت خطط «الحلف» ببراعة

  • 8/28/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أكاديميون وباحثون سياسيون أن الدبلوماسية القطرية أربكت دول الحصار من خلال حركتها «النشطة والقوية والناجحة على مختلف الأصعدة»، وأضافوا، في تصريحات خاصة لـ «العرب»، أن قطر نجحت نجاحاً مبهراً، دبلوماسياً وحقوقياً وكانت ردود أفعالها مدروسة ومتزنة أظهرتها بشكل الواثق صاحب القضية العادلة، لافتين إلى أن السياسة القطرية جعلت دول الحصار تتخبط. وقالوا: «إن الأداء الدبلوماسي القطري كان مبهراً، في مواجهة إجراءات الحصار العدائية وغير المقبولة، وإن هذا الحصار سوف يغيّر من خريطة التحالفات السياسية في المنطقة، خاصة وأن الدوحة مؤثرة، ولها أصدقاء وحلفاء. وأوضحوا أن قطر تحرّرت من كل المعوّقات السابقة، والتي كانت تراعي فيها جيرانها، وأن السياسة الخارجية القطرية أدت إلى تعرية مبررات الحصار ودوافعه، وأنها سوف ترسم خرائط جديدة لتعاونها مع الأصدقاء والأشقّاء؛ أساسها المصالح المتبادلة، منوهين أن قطر تمتلك من الإمكانات البشرية والاقتصادية والحضور ما يمكّنها من لعب دور سياسي مؤثر. وكما أكدوا أن قطر امتلكت حضوراً دولياً مؤثراً بعد الأزمة الخليجية، وأثبتت أنها دولة عصية على الأزمات. أثبتت أنها عصية على الأزمات الشرقاوي: الدبلوماسية القطرية فنّدت جميع الاتهامات رأى الدكتور محمد الشرقاوي -أستاذ تسوية النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسن الأميركية- أن الدبلوماسية القطرية نجحت في تعرية إجراءات دول الحصار وأسبابها ودوافعها الواهية، من خلال التواصل مع جميع دول العالم، وإجراء زيارات خارجية ناجحة. وأشار الشرقاوي -في تصريحات خاصة لـ «العرب»- إلى أن التصريحات الإعلامية الأميركية والأوروبية كانت واضحة وصريحة في دعم قطر ورفض وحصارها منذ بداية الأزمة؛ فقد طالبت واشنطن من دول الحصار إبداء مطالب واضحة وواقعية وممكن تنفيذها، مشيراً إلى أنه ما دعا للدهشة والاستغراب أن تحاصر دولة وتقاطعها دون سابق إنذار أو أسباب سياسية أو أخلاقية، حيث إن الاحتلال العسكري القديم كان يبدأ باختلاق مشكلة، ثم غزو هذا البلد، وكان يجد دافعاً قانونياً أو سياسياً. أما حصار قطر، فلم يكن يستند على أساس أصلاً. ووصف الأكاديمي بجامعة ميسن إجراءات الحصار بالعدائية وغير المقبولة والتي لم تحدث لا في العصر القديم ولا الحديث، فحتى الاحتلال يراعي حاجات الشعب المحتل من الغذاء والدواء، لافتاً إلى أن الموقف القطري الدبلوماسي والحقوقي تناغم في شرح هذه الإجراءات التعسفية. واعتبر الشرقاوي أن الحصار الجائر المفروض على قطر سوف يغيّر من خريطة التحالفات السياسية في المنطقة، موضحاً أن الدوحة عاصمة مؤثرة، ولها أصدقاء وحلفاء، وهو ما برز من الإجراءات الأميركية والأوروبية بعد الحصار من إمداد الدوحة بما تحتاج من الطائرات الأميركية والفرقاطات الإيطالية وإجراء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية لمناورات عسكرية مشتركة، وهو ما مثّل رسالة واضحة لتحالف الحصار بأننا ندعم قطر، إذ يُطرح هنا تساؤل خطير: كيف كل هؤلاء يدعمون دولة متهمة بالإرهاب؟!! وأشار إلى أن قطر تحرّرت من كل المعوّقات السابقة، والتي كانت تراعي فيها جيرانها؛ فهي على سبيل المثال سحبت سفيرها من طهران تضامناً مع الرياض، وهو ما لم تقدّره الأخيرة، وبالتالي سترسم السياسة الخارجية القطرية خرائط جديدة لتعاونها مع الأصدقاء والأشقّاء أساسها المصالح، منوهاً بأن قطر تمتلك من الإمكانات البشرية والاقتصادية والحضور ما يمكّنها من لعب دور سياسي مؤثر. وأكد الشرقاوي أن قطر امتلكت حضوراً دولياً مؤثراً بعد الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن المؤسسات في قطر أدهشت دول الحصار بل وشعب قطر نفسه والمقيمين على أرضها، وأثبتت أنها دولة عصية على الأزمات. عبدالرازق: موجة تضامنية عابرة للقارات والأمم قال أبوبكر عبدالرازق، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية «إن الأداء الدبلوماسي المتميز والعالي المستوى لدولة قطر، في المعركة ضد دول الحصار كان واضحاً بشكل لافت للأنظار منذ بداية الازمة». وأضاف أنه كان أحد أهم العوامل الحاسمة التي مكنت قطر من كسب الجولة الأولى من معركة الكرامة، فمنذ اللحظات الأولى للأزمة، وقبيل إعلان الدول الأربع فرض الحصار على قطر، اتضح أن القيادة الدبلوماسية التي تدير وزارة الخارجية القطرية هي قيادة ذات عقيدة دبلوماسية واضحة في إدارة هذه الأزمة، وفوق ذلك فإن عقيدتها تتميز بسمت رفيع من الحكمة والهدوء والعقلانية الأخلاقية والمهنية العالية التي تفتقر إليها اليوم الكثير من دول العالم، وهي الصفات التي تفتقدها بشدة دول الحصار. وتابع: لم تكن معركة قطر الدبلوماسية ضد هذه الدول مهمة سهلة، كما لم يكن الانتصار الذي حققته في هذه المعركة أمراً يسيراً، فقد كانت المعركة بأكملها مباغتة جداً، للدرجة التي جعلت دول الحصار تتوقع مسبقاً النصر على دولة قطر، لكن ثقة هذه الدول المفرطة في حتمية النصر، هو ما استثمرته الدبلوماسية القطرية، التي قلبت كل العوامل الحاسمة التي كانت لصالح دول الحصار في هذه المعركة، قلبتها الدبلوماسية القطرية سريعاً إلى عوامل تصب في صالحها، منوهاً بأن السيناريو بالنسبة لدول الحصار تمثل في البدء بالضربة الأولى (الصدمة)، وزرع الأخبار المفبركة المنسوبة إلى قطر، ومن ثم الانتقال مباشرة إلى مرحلة تكسير العظم، وفرض إجراءات عقابية ضد قطر، تمهيداً لعزلها إقليمياً ودولياً، وجعلها مستعدة لقبول الشروط القاسية التي كانت تستهدف سيادتها بالدرجة الأولى. وأوضح: في غمرة الحماس الجارف والآمال العريضة لدول الحصار، عملت الدبلوماسية القطرية باحترافية عالية لخلق حالة تضامنية عابرة للقارات والأمم، الأمر الذي سرعان ما وضحت نتائجه المتمثلة في حالة التضامن الكبير الذي حظيت به قطر. وتابع: افتقرت السياسة الدبلوماسية لدول الحصار لأدني المعايير الأخلاقية اللازمة للتعامل في مثل هذه الأزمات. أكد أن خارطة التحالفات لا بد أن تتغير عثمان: الدوحة تحررت من القيود الخليجية أكد الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور محمد علي عثمان المليكي أن الدبلوماسية القطرية أربكت دول الحصار من خلال حركتها «النشطة والقوية والناجحة على مختلف الأصعدة»، مما جعلها تحشد التأييد والتعاطف الدولي. وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«العرب»، أن قطر نجحت نجاحاً مبهراً، دبلوماسياً وحقوقياً وكانت ردود أفعالها مدروسة ومتزنة أظهرت قطر بشكل الواثق صاحب القضية العادلة. وبالمقابل يرى الباحث السياسي أن دول الحصار بدت مرتبكة ومهتزة، وكان واضحاً ارتباك وزراء خارجية دول الحصار وتخبطهم لأنهم يقفون على أرضية هشة، أساسها الاختراقات والتزوير وفبركة تصريحات وتجهيز الضيوف لتحليل مواقف وتصريحات نفتها الجهات الرسمية في قطر جملة وتفصيلاً. وقال»يلاحظ كل متابع لتطورات أزمة الحصار أن تحركات قطر وأداءها الدبلوماسي كان مبهراً، حيث تمكنت قطر من حشد التأييد الدولي وكسبت حلفاء، وأبرمت العديد من الصفقات والعديد من التدريبات المشتركة والمناورات والاتفاقيات مع دول كبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا وتركيا، ولم تقف مع دول الحصار سوى دويلات وجزر هامشية. ورأى عثمان أن قطر استفادت كثيراً من الحصار، فقد تحررت من بعض القيود التي كانت تفرضها على نفسها وتراعي فيها مشاعر الدول الشقيقة والجارة، فعلى سبيل المثال لم تكن قطر أو وسائل إعلامها تتطرق لما يحدث في المملكة العربية السعودية، ولم تكن تأتي على ذكرها بل كانت تدافع عن المملكة في العديد من المحافل الدولية. وأضاف أن قطر كانت تراعي مشاعر الإخوة الأشقاء والجيران، ولم تتدخل في شؤونهم، ولكنهم تنكروا لكل المواقف الأخوية، وأعلنوا حصارهم البري والبحري وإغلاق المنافذ أمام دولة قطر، ظناً منهم أن قطر ستعلن تبعيتها المطلقة وتستسلم، ولكن خابت ظنونهم. ورأى أن صمود الشعب القطري والتفافه حول قيادته الحكيمة، ووقوف الحلفاء والأصدقاء إلى جانب قطر كان هذا هو الجدار الصلب الذي اصطدمت به آمال وأمنيات دول الحصار، وتلاشت أوهامهم وانكشفت مؤامراتهم. وأشار عثمان إلى أن ما بعد الحصار ليس كما قبله، فخارطة التحالفات لابد لها أن تتغير. وأوضح أن قطر ستزداد قوة، بعد أن تخلصت من بعض القيود، وستمارس حقها السيادي كدولة مستقلة لديها مقومات كبرى ولديها علاقات قوية وشراكات مع كبريات الدول. وأوضح أن العالم يرى قطر دولة كبيرة بتأثيرها والجميع يمد لها يد التعاون والتحالف، فقد لاحظنا في أوج الأزمة والحصار أميركا توقع مع قطر صفقة الطائرات وتجرى معها تدريبات مشتركة، وإيطاليا توقع صفقات قطع بحرية مع قطر، وألمانيا تقف إلى جانب قطر، وتركيا تفعل الاتفاقيات الدفاعية، والجميع يمد يده لقطر لعلمهم أن ادعاءات دول الحصار كيدية ومبنية على تزوير وفبركة، وعليه فإن قطر استفادت كثيراً من الحصار ورسمت خارطة تحالفات جديدة مع دول صديقة كبرى.;

مشاركة :