العسل والكسل !! | ا.د.صالح عبدالعزيز الكريم

  • 8/5/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخيرة، كان آخر ما جاء فيها عتب كبير البيت وموجهه إلى فئة ذات مكانة عنده وعند المواطنين استفقدهم واستفقد دورهم في ما يقع من أحداث جسام حولهم، ولعل أبرز حدثين هما حدث انسلاخ بعض شبابنا عن دينهم الصحيح ولحوقهم بقافلة الإرهاب خارج الوطن وبالأخص داعش اليهودية الصنع وتجميع إيراني، فلم نر تحركًا قويًا ومطلوبًا من كثير من العلماء نحو هذا الفكر لا في القنوات ولا المجلات ولا الصحف ولا وسائل التواصل الاجتماعي ولا المواقع الرسمية لذلك وصفهم الملك - حفظه الله - بصفتي الكسل والصمت وحثهم مذكرًا ثلاث مرات: دينكم، دينكم، دينكم، فصمتهم وكسلهم في هذا الجانب يوحي أنهم نائمون في العسل. أما الجانب الآخر المظهر للكسل والصمت وعدم التحرك على مستوى العلماء والذي أتى موقف بعضهم متأخرًا جدًا بعد توجيه الملك فهو أحداث غزة وما يقوم به العدو الصهيوني من مذابح وقتل وجرائم لأهلنا في غزة وعدم وقوفهم معهم، حيث ظلوا صامتين كأن على رؤوسهم الطير وكان بإمكانهم التعبير عن تضامنهم معهم مثلهم مثل المنظمات الإنسانية وشرفوا وطنهم ومليكهم، لاشك أن هناك مواقف قلبية وأخوية لكن الملك كان يريد افصاحًا عن موقف من العلماء تجاه ما يجري، وينسحب عتب خادم الحرمين الشريفين على الإعلام وكثير من الهيئات والمؤسسات، بل أن العتب على الإعلام وبعض أدواته أكد أنه سمح لبعض الكتاب التبرير للعدو وأن من حقه أن يقتل ويذبح بحجة وادعاء حماس السبب وما علموا أن اليهود يقتلون ويذبحون قبل أن تنشأ حماس وتعرف وأن تحريضهم المكشوف ضد أهلنا في فلسطين إنما هو عمل لا إنساني قبل أن يكون لا إسلامي، مهما كان يحمل هؤلاء الكتّاب من توجه وعداوة واختلاف فأنه من المرفوض دينًا وعقلا الاصطفاف مع الجيش الإسرائيلي وتبرير اجرامه والحمد لله أن إعلامنا وكتابنا في هذا لم يكن لهم قصب السبق كما ظهر في بعض أجهزة الإعلام الأخرى من فحش وغلظة وفجور في الخصومة والدعوة لمسح غزة من الخارطة، كما أن أعلامنا الرسمي عبر من خلال مجلس الوزراء استنكاره لهذه المذابح والجرائم الإسرائيلية وليس لأحد من الكتّاب ناهيك عن بعض من يرتدي ثوب المشيخة أن يوعز من خلال حديثه وكلامه أن موقفه من الأحداث إنما هو تعبير عن موقف المملكة ويجب على رؤساء التحرير ومديري القنوات أن يحذروا من مثل هذه التصرفات الرعناء التي تحرج دولة إسلامية كبيرة كالمملكة معروف تاريخها من قضايا الأمة أمام العالم كله.

مشاركة :