في الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يوم الجمعة 5 شوال 1435م/ 1أغسطس 2014م، مضامين عميقة تستدعي الصور المتراكمة في ذاكرة أمتنا العربية والاسلامية المشحونة بالأحداث الجسام من حروب قامت تحت مظلة مكافحة الإرهاب، وتنظيمات إرهابية نشأت مرتدية عباءة الاسلام معلنة هدف أوحد ( تحرير القدس ) فالتفت حولها الجماهير العربية، واستغلت حماس الشباب العربي، فتم استقطابه وتجنيده وتلويث عقله بفكرة " الجهاد " ثم تاه الهدف وضاعت القضية في غياهب الأطماع السياسية لجماعات الاسلام السياسي، بل أضعفت قدرة الأمة العربية بما أحدثته من شقاق وإرهاب دمر المنجزات الحضارية وأزهق الأرواح الطاهرة وشوه صورة العربي والمسلم على خارطة العالم الغربي والشرقي والأوروبي. ( هؤلاء الخونة ألصقوا كل الصفات الاجرامية السيئة بالاسلام والدين منهم براء ) نبه خادم الحرمين في كلمته الى الخطر المحدق بعالمنا العربي والاسلامي، وربما تجاوز الخطر حدوده المرسومة داخل نطاق أمتنا العربية فيصل الى عمق الصامتين والمتخاذلين حتى أولئك الداعمون والمتآمرون لن ينفذوا من هذا الوحش الذي لا يمكن السيطرة عليه والقضاء عليه الا بتضافر الجهود، والعمل من خلال رؤية جماعية واستراتيجية متكاملة كما طرحها الملك عبدالله من خلال مبادرة انشاء المركز الدولى لمكافحة الارهاب. ( أصبنا بخيبة أمل لعدم تفاعل المجتمع الدولى مع مبادرة انشاء المركز الدولى لمكافحة الإرهاب ) لكن هذا المجتمع ذاته تحرك - للأسف - بعدته وعتاده لمكافحة الارهاب برعونة بعد 11 سبتمبر 2001م مما ساهم في نمو خلايا ارهابية أكثر دموية من تنظيم القاعدة، بعد الفوضى التي أحدثتها الضربات الجوية والفراغ السياسي الذي أحدثته الحرب على الإرهاب. كذلك تحدث خادم الحرمين عن الصمت الذي يمارسه المجتمع الدولى ضد الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل في فلسطين والحروب التي تشنها بدون سبب منطقى الا امتلاك القوة وقتل الفلسطينيين بوحشية كما حدث ويحدث الآن في غزة. ( المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان لزمت الصمت إزاء ما يحدث وكأن ما يحدث أمر لا يعنيها ) وهو ما نشاهده عياناً بياناً حرب تشنها اسرائيل ضد الفلسطينيين، وتدمر منازلهم بهذه الوحشية ومنظمات المجتمع الدولى وحقوق الانسان كأنها أصيبت بالسكتة القلبية، بينما تدخل أنفها في شؤون الأوطان العربية الداخلية وتفتش عن كل صغيرة وكبيرة بدعوى حقوق الإنسان ..أين حق الإنسان الفلسطيني وأين منظمات الطفولة من حق الطفل الفلسطيني الذي قتل بلا رحمة؟!( ما يرتكب ضد أشقائنا في فلسطين جرائم حرب ضد الإنسانية ومجازر جماعية لم تستثنِ أحداً ) الاحتلال الصهيوني الغاشم لأرض فلسطين العربية، أفرز هذه الجماعات الإرهابية التي تدعي تحرير القدس، لكنها تعمل في اتجاه آخر وتحارب داخل الوطن العربي بوحشية، كما يحدث في العراق وليبيا ومصر التي تمكنت من التحرر من قبضة جماعة الاخوان بعد أن عاثت في الأرض فساداً وظهرت حقيقتها الارهابية، مما دعا المملكة لاتخاذ موقف حازم وحاسم من هذه الجماعة وأفرادها العاملين والمنتمين والمؤيدين، الذين لا يمكن معرفتهم الا اذا عبروا عن انتمائهم أو تضامنهم بالدعم المادي أو الفكري، لذلك سارعت المملكة بوضع جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الإرهابيين. ( أدعو المسلمين لأداء واجبهم ضد من يحاولون اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والإرهاب ) تنظيمات الاسلام السياسي التي شوهت الصورة النقية للاسلام، نشأت في ظل الصمت المريب من قبل فئة قليلة أو كثيرة ربما عن تخاذل أو انتماء بشكل ما لفكر احدى الجماعات أو اقتناع بالفكرة التي تأسست عليها هذه الجماعات ( تحرير القدس ) مع أن الفكرة تهاوت منذ توحش الصهاينة في القتل والتدمير وبناء المستوطنات وتهجير المواطنين الفلسطينيين وانتهاك حرمة المصلين في المسجد الأقصى الشريف، بينما لم تتحرك تلك التنظيمات الا صوتيا فقط بالتهديد والوعيد وكذلك ايران التي زرعت حزب الله في قلب لبنان لمحاربة اسرائيل ثم ظهرت حقيقة دوافعها وهي نشر الفوضى في دول الخليج وقتل الشعب السوري ودعم بشار ونظامه ضد المقاومة الحرة مما أضعفها وشتت جهودها وأطال عمر النظام واستمرار بشار حتى الآن. ظهور جماعات تدعي الاسلام بينما يقتل بعضها بعضا، أضعفت المقاومة وشتت جهودها، بل عملت فيها تعذيباً وتقتيلاً بوحشية كما قال خادم الحرمين في كلمته مستنكراً مايحدث في سوريا والعراق وليبيا وفلسطين: ( من المعيب والعار أن يقتل الارهابيون النفس التي حرم الله قتلها ويمثلون بها والدين منهم براء) ( كل الذين تخاذلوا عن أداء مسؤولياتهم ضد الارهاب سيكونون أول ضحاياه ) هذا الانذار الأخير للمتخاذلين، سواء كانوا أفراداً أو جماعات ومؤسسات أو دولاً! الصمت على ما يحدث في غزة الآن تخاذل. الصمت على ما يحدث في العراق منذ ظهور " داعش " تخاذل. الصمت على ما يحدث في ليبيا تخاذل. المجتمع الدولي مسؤول عن هذا التخاذل. العلماء المتخاذلون مسؤولون. المجتمع الذي يؤمن بفكرة الاسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية ويقدم لها الدعم المادي متخاذل بل يصبح شريكاً في الجريمة. nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :