يعاني -عادة- المتصهينون من مركب نقص اسمه (المزايدة على الولاء للصهيونية العالمية)، وكأنما يحاولون كسب رضاها، والفوز بلفتة من كبرائها؛ لذلك فهم يرددون ليل نهار دون كلل ولا ملل اللحن الدائم الذي يؤكد أن لإسرائيل الحق -كل الحق- في فعل ما تشاء، وقتما تشاء، فهي دائمًا على صواب! وطبعًا لا، ولن يتردد هؤلاء كذلك في حث كل دول العالم على دعم إسرائيل بالمال والسلاح. وأحسب أن كثيرًا منهم غمرته فرحة لا تُوصف حين علم بمسارعة الإدارة الأمريكية إلى تزويد الكيان الصهيوني بسيل من الإمدادات العسكرية، خاصة الذخائر التي استنفدها اليهود في قصف وهدم البيوت على ساكنيها من الأطفال، والنساء، والشيوخ في غزة، وعلى مدارس وكالات الأمم المتحدة؛ فضلاً عن مدارس الفلسطينيين، ومساجدهم، ومستشفياتهم. هذا مدد أهل الأرض (المنحازين دومًا إلى باطل إسرائيل المفتونين بقوتها العسكرية، وأسلحتها المتطورة) من السلاح والذخائر. وأمّا مدد المتصهينين فهو الشماتة والتلذذ بقتل المزيد من الفلسطينيين؛ لأنهم لم يوافقوا رؤيتهم، وحلهم المثالي للأزمة الفلسطينية المتمثل في الخضوع والخنوع والتفاوض إلى ما لا نهاية، إذ لا تكفي 22 سنة (منذ أوسلو) للتفاوض، ومزيد من التفاوض، ومزيد من ابتلاع الأرض لبناء المستوطنات، ونهب المياه والخيرات، فضلاً عن الاعتراف بحق اليهود في الوجود، مقابل رفض حق الفلسطينيين في دولة تجمع شتاتهم، وتعيد لاجئيهم. هؤلاء حُرموا من التجرّد للحق، والانحياز إلى العدالة، في حين اتّصف غيرهم من النصارى -وهم كثر- وحتى بعض اليهود بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل، منددين بجرائم الصهاينة المعتدين العنصريين. أمّا مدد الصابرين المرابطين في أكناف بيت المقدس، فهو من السماء، إذ خذلهم أهل الأرض قاطبة باستثناء القلة. مدد السماء ليس كمثله مدد، حتى وإن استهزأ المستهزئون، وسخر الشامتون، وفرح مرضى القلوب. حتمًا ليس هو من جنس المدد البشري المعهود، وإنّما هو فضل من الله لا يدركه إلاّ المرابطون، المجاهدون، الصابرون، الواثقون بنصر الله ووعده. لهؤلاء يقول جند غزة ما قاله نبي الله نوح لقومه الضالين: (إِن تـَسْخَرُوا مِنَّا، فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ). salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :