من المفترض أن يتسلم مجلس الأمة اليوم أوراق النائبين رياض العدساني والدكتور فيصل الكندري المقدمة لاستجواب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة! وبالرغم من أهمية محاور الاستجواب الخمسة وحساسيتها، وبالرغم من ثقتنا بكفاءة النائبين المستجوبين وتجردهما، لكننا نشعر بأن ذلك الاستجواب لن ينجح في الوصول إلى ما يريده المستجوبون، وذلك لأسباب عدة، أهمها أن الحكومة قد استوعبت الصدمة الأولى التي حدثت في دور الانعقاد الماضي عندما لم تتحرك كما ينبغي لإنقاذ وزيرها الحمود، بل ويعتقد البعض بأن الحكومة هي من سلم رقبة الوزير للمستجوبين ولم تدعمه كما ينبغي إلى أن فوجئت بسقوطه بفعل عدد قليل من النواب! وقد صرح وزير العدل فالح العزب بأن الحكومة لن تسمح بتكرار الخطأ الذي أدى إلى فقدان وزيرها! الأمر الآخر هو أن الحكومة لا تستطيع احتمال سقوط وزير آخر من الأسرة الحاكمة، لا سيما العبدالله، الذي يمثل ركناً من أركانها، وهي تعلم أن سقوط هذا الوزير سيجر حتماً إلى سقوط رئيس الوزراء الذي يعني لها الكثير والذي توجه له اليوم السهام الكثيرة والتهديدات بالاستجواب، وقد شاهدنا كيف استطاعت الحكومة تفتيت استجواب رئيسها في العام الماضي على أيدي كبار النواب تحت ذرائع كثيرة، ومن شأن توالي الاستجوابات لرئيس مجلس الوزراء أن تهز ثقة المجلس فيه وتسقط هيبته! إن حماسة بعض النواب للإصلاح أو لكسب الشهرة يصطدم اليوم بتباطؤ الكثير من النواب وانشغالهم بالمكتسبات التي قذفتها الحكومة عليهم والإغراءات الكثيرة التي يواجهونها بحكم مناصبهم! إن من شأن نجاح هذا الاستجواب أن يحرك بقية النواب إلى عشرات الاستجوابات التي تليه، وهو ما لا يمكن السماح له! إن السبب الأهم لغضب النائبين، هو تجاهل الوزير لأسئلتهما الكثيرة، ونحن لا ندري ما هو سبب عدم إجابة أسئلتهما ولا ندري عن مدى أهمية أسئلتهما، ولكن ليس ذلك ما يجعلنا نتحمس لهذا الاستجواب ونطالب بطرح الثقة بالمستجوب، بل الأهم هو السؤال عما أنجزه مجلسنا خلال أكثر من سنة من انعقاده! ولماذا تخطى وزراء معروفين بفشلهم في وزاراتهم وركز على وزير بعينه؟! إن الجواب عن سؤالنا الذي طرحناه في عنوان المقال هو أنه إذا كان الهدف من الاستجواب هو تحقيق الانتصارات على الحكومة وابتزازها، فإن الاستجواب لا شك بأنه سيفشل. أما اذا كان الهدف هو تنبيه الحكومة إلى أخطائها وتصحيح مسيرتها، فإن الاستجواب هو الوسيلة الأفضل لتحقيق ذلك.
مشاركة :