مرة أخرى نفاق عالمي بامتياز. نفاق انهارت أمامه جميع الخطوط الحمراء وثبت أنها أكاذيب كبرى يطلقها الغرب ليخدر بها الشرق. الأربعاء الماضي قُتل 1300 شخص في هجوم كيماوي نفذته قوات بشار الأسد في الغوطة بريف دمشق. إنها باختصار “مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام الباطش راح ضحيتها مئات الشهداء فضلا عن المصابين. لم يكتف بشار الجبار بالمعدل اليومي البالغ مئة قتيل شهيد، فقرر مضاعفة العدد إلى 1300 دفعة واحدة في يوم واحد. هل يعني ذلك أن نستيقظ غدا لنسمع عن ارتفاع مجازر يوم واحد إلى 13000 مثلاً، تماما كما حدث في عهد صدام البائد للأكراد العزّل في حلبجة، فأصبحوا قتلى بالألوف نساء ورجالاً وأطفالاً. أما رجال السياسة في الولايات المتحدة، فقد أكدوا أنهم لم يتأكدوا من الجريمة الشنعاء. أما لو تأكدوا، فإنهم لن يتعجلوا بأي تحرك. ربما ليمنحوا بشار الفرصة الكافية للقضاء على البقية الباقية من شعبه، وحتى يكتمل مسلسل الفناء الجماعي للجنس السوري مع استثناء العرق النصيري الذي ينتمي إليه بشار، والطائفة الشيعية التي يقودها حسن نصر الشيطان، عليهم جميعا من الله ما يستحقون. كل ما طالب به رئيس أقوى دولة على وجه الأرض هو سماح السلطات السورية بدخول المفتشين الدوليين إلى موقع المجزرة على الفور. ما أسوأ القوة التي لا تخضع لمبادئ الحق والعدل ونصرة الضعيف المظلوم. إنها قوة مجردة من معاني القوة الحقيقية، إذ لا معنى للقوة دون فضل استخدامها عند الحاجة. وطالب الأمين العام للجامعة نبيل العربي (فريق المفتشين بالتوجه فوراً الى الغوطة الشرقية والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة التي تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ويتوجب تقديم مرتكبيها الى العدالة الجنائية الدولية(. انتهاك خطير هذه المرة، وكأن ما قبلها مجرد انتهاك بسيط). سينتهي الحال كما هو الحال من قبل بالرفع إلى مجلس الأمن الذي بدوره يدير نفس المسرحية الهزلية المعتادة.. أمريكا تطالب، وروسيا تعترض بالفيتو، والضحايا الكرام ينتظرون مائدة اللئام، وليس فيها إلا مزيد من دعم القتل الممنهج والإبادة الشاملة. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :