بلجيكا تحتفي بكتّاب عرب وأجانبيسعى نادي القلم الفلاماني في إقليم “فلاندر” البلجيكي إلى التعربف بالكتّاب الأجانب الموجودين ضمن جغرافيا البلاد ذات الأقاليم المتعددة، وفي هذا الإطار أطلق نادي القلم الفلاماني النسخة الثانية من مشروع ” مقامات وكلمات” الذي يحتفي هذا العام بكتّاب من فلسطين وسوريا وصربيا والعراق إلى جانب كتاب وشعراء بلجيك، حيث يمثّل هذا المشروع فسحة أدبية للكتاب الأجانب المقيمين في بلجيكا للتعبير عن انشغالاتهم الأدبية مع وجود فرص حقيقية لترجمة أعمالها إلى اللغة الهولندية.العرب عبدالله مكسور [نُشر في 2017/10/23، العدد: 10790، ص(15)]الكتاب جسر ثقافي ضد العنصرية قدّم نادي القلم الفلاماني في إقليم “الفلاندر” ببلجيكا، للعام الثاني على التوالي، عددا من الكتّاب الأجانب المقيمين في بلجيكا للمجتمع والناشرين في احتفاليّة أقامها النادي في مسرح “توتي فراتيلي” بعاصمة الإقليم الفلاماني “أنتويرب”، ضمن مشروع نادي القلم الذي يُعنى بالكتّاب الأجانب خارج المؤسسات الرسمية، حيث يقوم هذا المشروع على تقديم كتّاب غير بلجيك بصورة إنتاجاتهم الأدبية المتنوعة بين الشعر والقصة والرواية والمسرح بعد أن تمّت ترجمة نصوص أدبية من إنتاجهم، في إطار برنامج ثقافي يتعاون فيه الفرع الفلاماني لمنظمة الشعراء والكتّاب والقصاصين بدعم من مدينة الكتاب في أنتويرب. احتفاء بالأدب شهد هذا العام مسرح توتي فراتيلي إطلاق ترجمات أولية لمختارات من أعمال الشعراء والكتّاب: السورية علياء سروجي والفلسطينية رفقة شقور والكردي السوري هوشنك أوسي والصربي ماريو باريك. عن هذا المشروع تقول يوكا فان لايوين، وهي رئيسة مؤسسة القلم الفلاماني والحائزة على لقب شاعرة الأراضي المنخفضة الكبرى، إنّ هذا المشروع يأتي في إطار جهود نادي القلم لترسيخ الحوار والاطّلاع على ثقافات مغايرة من خلال خلق جسور تواصل عبر الكتّاب والشعراء المقيمين في بلجيكا، وتأتي أهمية هذا المشروع في كونه الأول من نوعه الذي يحتضن كتّابا يحملون إلى جانب إصداراتهم الإبداعية همّا إنسانيا من خلال تجارب تتناول صوراً مختلفة، يوكا التي سبق لها أن زارت الشرق الأوسط تعتبر أنّه من الضروري والهام الاطلاع على ثقافات الآخرين وهذا ما فعله نادي القلم من خلال إصداره العام الماضي وهذا العام بعنوان “مقامات وكلمات”.ترسيخ الحوار والاطلاع على ثقافات مغايرة من خلال خلق جسور تواصل عبر الكتاب المقيمين في بلجيكا الجانب الإنساني يسير إلى جانب مواز مع الهمّ الإبداعي، وهنا يقول حازم كمال الدين المسؤول العربي عن المشروع وعضو اللجنة التنفيذية في نادي القلم، “إنّ هذا المشروع يضمّ يوكا فان لايوين إلى جانب سارة دو مول وماود فان هاورت والكتّاب الأجانب الذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ضمن النسخة الثانية لهذا المشروع، وأشار المسرحي العربي إلى سعي نادي القلم إلى تقديم نصوص إبداعية لكتّاب يقيمون في بلجيكا أمام المجتمع الفلاماني ليدفعها بدوره نحو دائرة الضوء”. وعن اختيار النصوص يوضح كمال الدين أنّ استراتيجيّة الفريق الذي اختار الأعمال تقوم على وجود حدّ أدنى من الإبداع حتى يتمّ إدخاله ضمن بنية العمل المشترك. التواصل الثقافي هذا الاحتفاء الذي قدّمه نادي القلم في أنتويرب بعنوان “مقامات وكلمات” من خلال مسرح توتي فراتيلي سيتم نقله إلى مركز باسابورتا الثقافي الشهير في بروكسل، وإلى مسرح “فور أوت” في مدينة خينت، كما وفي السياق ذاته ينطلق مشروع العلاقات مع دور النشر والمراكز الثقافية، حيث سيعمل القائمون على البرنامج بالتواصل مع دور النشر لطرح الإنتاج الأدبي للمشاركين بلغات أخرى. هذه الأركان التي يقوم عليها مشروع نادي القلم الذي يحاول اليوم ترجمة بعض الأعمال الهولندية إلى اللغة العربية والاتفاق مع ناشرين عرب لطرحها في السوق الثقافية العربية، وهنا تتحقق صورة التبادل الثقافي في جوهر المشروع كما يقول القائمون على تنظيمه.تقديم كتاب أجانب وإنتاجاتهم الأدبية المتنوعة بين الشعر والقصة والرواية والمسرح بعد أن تمت ترجمة نصوص لهم يقول الكاتب الكردي السوري هوشنك أوسي، وهو أحد المشاركين في نسخة هذا العام، “إن مشروع نادي القلم الفلاماني في تعريف المجتمع البلجيكي بالكتّاب الأجانب، متميّز وجدّ هام، ومتفرّد أيضا، لأن أيّاً من أفرع نادي القلم الدولي، لم تخطُ هذه الخطوة. بخاصّة في هذه الفترة التي يتمّ فيها شحن الرأي العام الأوروبي ضد الأجانب، هذا المشروع يؤكد أن المبدعين الأجانب في بلجيكا وفي أي بلد أوروبي؛ هم قيمة إبداعيّة مضافة إلى مجتمعاتها، ينبغي الاهتمام والاحتفاء بها”. يتابع أوسي عن مشاركته في المشروع بأنها “تأتي في سياق نشاطات ثقافيّة متنوّعة في بلجيكا وفي بلدان أخرى. هذه المشاركة بقدر ما تخلق لدي السعادة بحسّ الحضور والاشتراك في إنجاز عمل جماعي، بقدر ما تضعني تحت وطأة مسؤوليّة أنني أمثّل نفسي، فكرتي، كلمتي، خيالي وموقفي من الحياة. وأنني أمثّل من يرون أنني أمثلهم، من سوريين؛ كردا وعربا”. من جهتها تقول الكاتبة والباحثة الفلسطينية رفقة شقور، “إن هذا المشروع فرصة مهمة لإظهار أصوات مختلفة من جهات متعددة لتعكس التنوع الثقافي ولتضيف في الوقت ذاته للثقافة الأوروبية بعدا جديدا، من خلال إطلالات الجمهور على فضاءات سردية أو شعرية أو ثقافية تعالج في جوهرها قضايا قد لا يراها المتلقي الأوروبي إلا عبر عناوين الأخبار”. وتتابع أستاذة العلوم السياسة حديثها بالقول “وجودي ضمن مشروع نادي القلم الدولي أتاح لي مساحات من الحرية في طرح القضايا التي تؤرقني وأعتبر حملها للعالم مسؤولية خاصة جدا على عاتقي كالقضية الفلسطينية. هذه المساحة لم تكن لتتاح لي عبر منابر أخرى تسعى إلى تحديد أو توجيه الأقلام”. تأتي خطوة نادي القلم الفلاماني بإطلاق النسخة الثانية من “مقامات وأماكن”، بعد أن شهدت التجربة الأولى عدة خطوات على مدار عامين تمثّلت في تنظيم قراءات للكُتَّاب في أماكن متعددة بدءاً من المدراس ووصولاً إلى معرض أنتويرب للكتاب الذي ينطلق في دورته الجديدة خلال شهر نوفمبر القادم، حيث تكلَّلت جهود نادي القلم بإصدار كتاب “على ضفاف الرغبة”، الذي امتد على 90 صفحة وصدر عن منشورات “b” بالتعاون مع نادي القلم، وضم بين دفتيه نصوصا مترجمة في الشعر والرواية والقصة من العربية إلى الهولندية، حيث كانت النصوص من الجانب العربي بقلم كل من: المسرحي العراقي حازم كمال الدين والشاعر العراقي ماجد المطرود والشاعر والقاص العراقي زهير الجبوري والشاعر السوداني الهادي عجب الدور والشاعر العراقي عدنان عادل والكاتبة الفلسطينية نسمة العكلوك، إضافة إلى الروائي السوري عبدالله مكسور، لتقابلها نصوص بالهولندية لكَّتاب بلجيكيين كانت بتوقيع كل من: الكاتب بيتر تيرين والشاعر ديلفين ليكومبي والكاتب ديمتري يونتينكيل والشاعرة أنماري استر والشاعر بيتر ثيونينك، إضافة إلى هيلدا كيتلير ويوست فانديكاستيل”.
مشاركة :