بودجمون في مفترق طرق وانتخابات كتالونيا هي الفيصل سيناريو منتظر بعد تولي الحكومة المركزية في مدريد إدارتها السياسية للإقليم، فيما يؤكد مراقبون أن الأزمة بين الجانبين ستحسمها الانتخابات القادمة التي ستجرى في ديسمبر القادم بتولي حاكم جديد للإقليم يكون ولاؤه أولا وأخيرا لإسبانيا الموحدة. العرب [نُشر في 2017/10/30، العدد: 10797، ص(5)]تلاوة ليفهم الانفصاليون مدريد – يتواصل التوتر على أشده بتبادل للاتهامات بين الحكومة المركزية في مدريد والإقليم الكتالوني الذي بات نهائيا تحت الإدارة السياسية لمدريد بانتظار إجراء انتخابات في ديسمبر القادم، فيما ارتفعت الدعوات الدولية ودعوات الشارع في برشلونة للمطالبة بتجنب سيناريو العنف ومحاولة العودة إلى طاولة الحوار لأنها تظل المخرج الوحيد للأزمة.إنيجو مينديس دي فيجو: إذا كانت لدى بودجمون الرغبة في الاستمرار فيجب أن يستعد للانتخابات وخرج عشرات الآلاف في مظاهرات بشوارع برشلونة الأحد دعما لوحدة إسبانيا حاملين أعلام إسبانيا وكتالونيا والاتحاد الأوروبي في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة سياسية. وتأتي المظاهرات بعدما دعا رئيس كتالونيا المقال كارلس بودجمون السبت إلى معارضة ديمقراطية وسلمية لحكم مدريد المباشر للإقليم بعد إعلان استقلاله من جانب واحد عن إسبانيا. وقالت الحكومة الإسبانية إن مليون شخص تجمعوا وسط برشلونة تأييدا لوحدة البلاد بعد يومين من إعلان برلمان كتالونيا استقلال الإقليم عن إسبانيا. ويقول منظمو المسيرة إن الهدف هو الدفاع عن وحدة إسبانيا ورفض “هجوم غير مسبوق في تاريخ الديمقراطية". وشارك أعضاء من الحكومة المركزية والأحزاب الرئيسية المؤيدة للوحدة في المظاهرة التي تحمل شعار “كلنا كتالونيا.. منطق التعايش”، فيما دعت رابطة المجتمع المدني الكتالونية كل أولئك المعارضين لانفصال كتالونيا إلى الخروج في مسيرة مساء الأحد. وقبل ثلاثة أسابيع نظمت المنظمة مسيرة حاشدة اجتذبت مئات الآلاف إلى شوارع برشلونة، ولكن الخبراء يؤكدون أنه من المستبعد أن تنظم مسيرات موالية لانفصال كتالونيا. واتهم بودجمون مدريد بـ”التعدي المتعمد” على إرادة الكتالونيين، فيما قالت الحكومة الإسبانية إنها سترحب بمشاركة زعيم إقليم كتالونيا المقال في الانتخابات التي ستجرى بالإقليم في ديسمبر القادم.أوريول جونكيراس: بودجمون سيبقى رئيس الإقليم كما ستظل فوركاديل رئيسة للبرلمان وقال إنيجو مينديس دي فيجو، المتحدث باسم الحكومة الإسبانية، “إذا كانت لدى بودجمون الرغبة في الاستمرار بالمجال السياسي، وهذا حقه، أعتقد أنه يجب أن يستعد للانتخابات المقبلة". وأضاف “أنا متأكد تماما من أن بودجمون إذا شارك في هذه الانتخابات، فبإمكانه ممارسة هذه المعارضة الديمقراطية”. ورد نائب رئيس حكومة كتالونيا أوريول جونكيراس بالقول إن زعيم الانفصاليين سيبقى رئيسا للإقليم في تحد للحكومة الإسبانية المركزية في مدريد. وأضاف أن “بودجمون هو رئيس الإقليم وسيبقى كذلك، وكارمي فوركاديل هي رئيسة البرلمان وستبقى كذلك”. وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أقال زعيم الإقليم وأمر نائبته سورايا ساينث دي سانتاماريا بتولي إدارة الإقليم مؤقتا. وأظهر استطلاع نُشرت نتائجه الأحد أن الأحزاب المطالبة باستقلال كتالونيا من المتوقع أن تخسر أغلبيتها في البرلمان، لكن تقارب أعداد الأصوات بين الجانبين ينذر بحملة انتخابية صعبة.
مشاركة :