عمان – القبس| لا تزال الكنافة النابلسية صامدة في وجه الحلويات الشامية، التي غزت المملكة بشكل واضح، بعد موجة النزوح السوري للأردن في أعقاب الحرب الدائرة في سوريا منذ مارس 2011. في طابور طويل بشارع فيصل في عمان، يصطف العشرات من الرجال والنساء في انتظار الحصول على صحن كنافة من حلويات حبيبة، أشهر صانع حلويات في الأردن، ولربما يطول انتظارهم في الطابور لأكثر من ساعة، بغية «الظفر» بصحن من الكنافة (الناعمة أو الخشنة) والمحشوة بالجبن النابلسي، يأكلونه على الرصيف في استمتاع منقطع النظير، فلا بد للمار في عمّان، سواء كان من أهل البلد أو من زوارها، من تناول الكنافة. رنا وهلا وسجى ثلاث صديقات كويتيات، يدرسن في مرحلة البكالوريس في احدى الجامعات الأردنية، عبرن لـ القبس عن عشقهن للكنافة بالقول «نحرص مساء كل خميس على القدوم إلى وسط البلد وزيارة (حبيبة) لتناول كنافته اللذيذة». وتابعن «في كل مرة نحرص على أخذ الكنافة كهدايا لأهلنا في الديرة الذين يعبرون عن إعجابهم وحبهم لها». وقال أحد الزبائن «رغم وجود العديد من محلات بيع الحلويات الشامية التي تبيع الهريسة والحلاوة بالجبن والوربات الشهية وغيرها، التي انتشرت مؤخرا، فإن الكنافة لها مذاق خاص، فهي مرتبطة بعادات البلد وأفراحه وأتراحه». وعلى مدى أكثر من 70 عاما، سجلت كنافة «حبيبة» حضورا في ذاكرة الأردنيين والسياح، إذ قدم مؤسسها إلى المملكة في أواخر أربعينات القرن الماضي، قادما من حارة الياسمينة في نابلس، لينقل صناعة الكنافة من نابلس موطنها إلى عمّان، لتحفر كثيرا في ذائقة الأردنيين وضيوفهم.
مشاركة :