هناك من يعتبر أن الإسلام والعروبة طرفان متناقضان، وأن الاعتزاز بالعروبة، وبالتالي الروح الوطنية التي تتسامى بحب الوطن تتناقض مع روح الإسلام. وبالتالي فإن الاعتزاز بالإسلام يجب غيره من الانتماءات القُطرية. وهناك من جهة أخرى مَن يأخذ الأمر من منطق نظرية المؤامرة، حيث يعتبر هؤلاء أن تعميق الروح الوطنية هي هدف غربي لتمزيق العالم الإسلامي إلى عالمين عربي وإسلامي، وتمزيق العالم العربي إلى قوميات ضيّقة يسهل السيطرة عليهم فرادى. **** وعلى عكس ذلك نرى أن تطور وتكامل وارتقاء تيار أو خط قومي - إسلامي أو إسلامي عروبي لا يمكن أن يعيق مسيرة التحالف والتعاون بين الدول الإسلامية إذا أخلصت النوايا، وكرست الدول الإسلامية إمكاناتها من أجل أن تُصبح قوة كبرى تجتمع لها مقومات القوة التي تقود إلى تحقيق مصالحها جميعًا.. فما يجمعهم أكثر ممّا يفرقهم، ويمكن أن نجده في النقاط التالية: - وحدة فكرنا العربي الإسلامي ونظرته الشاملة. - الفكر العربي فكر إسلامي الجذور. - إسلامية العروبة وعروبة الإسلام. - تراتنا قطاع حي من الفكر متفاعل مع الحياة والحضارة. **** لذا فليس هناك تناقض بين الوطن والأمة، فاعتزازي بعروبتي لا يتناقض مع اعتزازي بانتمائي للأمة الإسلامية، واعتزازي بالوطن لا يعني تقليل الاعتزاز بعروبتي.. أو ينتقص من إسلامي؟ وكون هناك أوطان تنتمي إليها شعوب تنتمي للإسلام لا يقف عثرة في طريق وحدة الأمة الإسلامية إذا ما أخلص المنتمون للإسلام في عقيدتهم. علمًا أن احتفاظ دول أوروبا بقومياتها الوطنية، على سبيل المثال، لم يحل دونها ودون أن تتوحد في إطار وحدة أوروبية جمعت حتى اليوم 28 دولة. **** وهكذا فإنه ليس هناك تناقض بين أن أكون مُسلمًا خالصًا أؤمن بالله تعالى، وبما أنزله على نبيه، وبين أن أكون مواطنًا أنتمي إلى وطن يُمثلني، على أرضه نشأت، وبين جنابته ترعرعت.. وأعتز بأمة كبرى تجمع بين أرجائها دولاً يجمعها الدين الإسلامي، ويوحد بين قلوبها أخوة الإسلام وعزته؟ * فأخوتنا كمؤمنين لا تتناقض مع أخوتنا كمواطنين.. ولن تنتقص من ديننا ولا إيماننا.. فالمواطن هو أخ لأخيه المواطن الذي ينتمي للوطن، وقبلها أخوه في الإسلام.. فهو مؤمن موحد قبلها، ومؤمن موحد بعدها. * والمواطنون أولياء بعضهم بعضًا كمسلمين وكمنتمين للوطن.. لا تناقض بين هذا وذاك. * والمؤمنون إخوان بعضهم بعضًا، كما المواطن هو أيضًا أخو المواطن. فالأخوة التي بينهم في الإسلام يزيد من رباطها ويعمّقه انتماؤهم لأرض ووطن واحد. **** فأهلاً باليوم الوطني لبلادي، في يوم من أيام الله، نُعبّر فيه عن شعورنا تجاه الوطن، ونعتبره رمزًا يجتمع عليه المواطنون، يعطون فيه للوطن بعض ما هو واجب عليهم تجاهه. وأهلاً بأيام الله كلها ننعم فيها بنعمة الإسلام، وكلمة التوحيد التي هي حق علينا جميعًا. ** نافذة صغيرة: (ثمة حاجة إلى تزويج الإسلام بالعروبة مجددًا لتمكين القوى الحيّة في الأمة من الالتقاء والارتقاء بتوظيف الجامع المشترك -متحد العروبة والإسلام- في مجهود سياسي وحضاري متكامل). د. عصام نعمان. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :