كشف سنوي للرصيد اللغوي ..! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/28/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

اللُّغة هي سَائل لَفظي يَتمدَّد بالقِرَاءة، ويَنْكَمش بالجَهل، والبُعد عَن الاطّلاع؛ والتَّزوُّد مِن عقُول الآخرين..! إنَّني أُتَابع اللِّقَاءات مَع اللاعبين عَقِب المُبَاريات، كَما أُتَابع كَثيراً ممَّن يَظهرون في التّلفزيون –أو التِّلفاز كَما يَقول الفَصحويّون- لأَجد الأكثَريّة تُعاني مِن إمسَاكٍ في التَّعبير، وفَقرٍ في التَّفكير، فقَاموسهم اللَّفظي وكُلّ كَلِمَاتهم؛ لَا تَتعدّى عِبَارات مُحدّدة مِثل: "مُبَاراة كويّسة"، و"شوط حلو"، و"الفَوز جَاء ببَركة دَعوَات الوَالدة"..! أمَّا إَذا جَلستَ إلَى طَائفةٍ مِن الشَّباب أو الشَّابَات، وسَمعتَ تَعبيراتهم، ستَكتشف أنَّها لَا تَتجاوز كَلِمَات مِثل: "مرّرررة حلوة"، أو عِبَارة "لول"، أو "يا اختي عَليها عسُّولة"، أو مُفردة "كووول"، أو "الله.. زَي القَمر"، أو "كِيفك يَا عَسَل"..! وهَكَذا هي المُفردات، وللعِلْم فإنَّ صَاحب هَذا القَلم؛ لَيس ضِدّ "الإفِّيهَات" اللُّغويّة، أو الدَّحرجَات اللَّفظيّة، أو "الذبّات" الفَهلويّة.. إنَّني مَع هَذا، وأُشجّعه، وأُعين وأُعَاون عَليه، ولَكن مَا ذُكر سَابقاً مِن كَلِمَات؛ لَا يَمتُّ للفَذلَكَة والفَهْلَوَة والبَهْلَلَة بصِلَة..! إنَّ اللُّغَة –ببسَاطة- مِثل الرَّصيد في البَنك، كُلَّما زَاد رَصيدك مِنها، كَانت قُدْرَتك عَلى التَّعبير أكبَر، وأكثَر، وأشطَر، وحتَّى نُبسِّط المَسألة نَقول: إنَّ الأفكَار في الرّؤوس، ولإخرَاج الفِكْرَة بشَكلٍ وَاضِح وبَليغ؛ يَجب أنْ نُلبسها الثّوب اللُّغوي، الذي يَشرح أبعَادها، ويُوصّل أطوَالها..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، حَاولوا أن تُطوّروا لُغَتكُم، وتُدرّبوا أنْفُسكُم عَلى قَول الفِكرة الوَاحدة؛ بعِدّة طُرق لُغويّة، وهَذا هو السَّبيل الوَحيد لتَوسيع دَائرة اللُّغَة، والخرُوج مِن الفَقْر اللُّغوي؛ الذي لَا يَملك إلَّا "كويّس" و"كووول"..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :