لأن الناس قد تعودت عليها تلقائياً على مدى الأزمان ربما لم يقف (البعض)منهم عند السؤال لماذا تُفرض إجازة نهاية الأسبوع لموظفي القطاع العام والخاص وفي مجال التعليم وغيرها من المناشط، وذات السؤال ينطبق أيضاً على عطلة نهاية العام. في اليابان على سبيل المثال يحاول الكثيرون تأجيل التمتع بإجازاتهم السنوية وهو ما يُسمى بالإدمان على العمل ويرفض الرؤساء هذا التأجيل بل ويُجبر الموظف/العامل على الإجازة بعدما اتضح أن البعض يموت بسبب هذا الإدمان. سألت مستر (أكاييشي) وهو أحد المديرين التنفيذيين في شركة يابانية شهيرة كانت تُنفذ مشروعاً في بلادنا وكنت أحد المشرفين عليه إبان عملي الرسمي. سألته عن عدد الساعات التي يعملها في اليوم ضحك كعادة اليابانيين وقال بالنسبة لدوام الشركة فهو من السابعة صباحا وحتى الخامسة عصراً أما بالنسبة لي فهو أكثر من هذا برغبتي وسعيي للترقي وتحقيق طموحاتي! ماعلينا.. دعونا نتحدث عن ربعنا. في أي إجازة أو انفلات من العمل أو المدرسة والجامعة وغيرها هل يتمتع الناس هنا بالفعل بأوقاتهم بعيداً عن الالتزامات العملية أو التعليمية؟ أولاً: يجب أن نعترف بأننا ربما من أكثر الشعوب إجازات وانفلاتاً من التزامات العمل أو شهور التعليم المقررة. لهذا ما أن تنتهي أي إجازة حتى يسأل التلاميذ/تلميذات عن متى الإجازة القادمة؟ ثم نحن من أكثر الشعوب إطلاقا للإشاعات حول نية الحكومة إما بإعطاء إجازة أو تمديد إجازة شارفت على الانتهاء. ثانيا: ربما نكون أيضاً من أكثر الشعوب في عدم الانضباط في مباشرة العمل أو الدراسة من أول ساعة بعد انقضاء الإجازة فالبعض لا مانع لديهم بأن يتجاوزوا أول يوم بعد الإجازة وربماً أكثر أما الطلبة/الطالبات فحدّث ولا حرج. لا أبحث هنا عن من السبب في ذلك، هل هم الوالدان أو الطلبة من ذات أنفسهم ، كلاّ. ثالثا: ربما نكون من أكثر الشعوب الذين يعودون من إجازاتهم وهم يحتاجون إجازة للراحة من إنهاك وتعب وفوضى الإجازة الماضية. لهذا لا يُستغرب فيما لو قدّم أحدهم طلبا لإجازة جديدة بعد أول يوم من مباشرته العمل وأورد السبب التالي:" أرغب في التمتع بإجازة للراحة من إنهاك الإجازة الماضية وتقبلوا تحياتي ". وكل عيد وأنتم بخير وسلام.
مشاركة :