الشاعرة السعودية الشابة بأن “كلينا” أي الذكر والأنثى، يملك من الهبات الربانية ما يمكنه أن يمارس حضوره الإنساني برغم كل المعوقات، وتوضح “لذا أنا مهتمة بتحقيق معناي كهم أول، وهذا لا يعني أنني لست واقعة تحت هذا الرزء، فأنا كأي بنت محاربة من أنساق فكرية ملوثة وموروثات معنية باتهامي في خطابها العام، إنما ما أعنيه هو أنني في هذا الجانب منشغلة بذاتي فقط عن التورّط في إشكالية لم ولن تحل”. وخلال حوارنا عن المشهد الشعري الشبابي توضّح اليتيم بأنه ليس إلاّ امتدادا لمشهد شعري لشعراء كانوا شبابا في زمن سابق، مع فارق معطيات بيئة وأحداث كل جيل وتأثيراتها على نصوصه الشعرية، فلكل جيل شبابه المتوجّس، وتشير في حديثها إلى أن هذا الجيل منكوب بتبعيته للهويات المتصارعة، فهو منكوب بالصمت حيال القضايا السياسية لاعتبارات عدة. وترى اليتيم أن “هذا الجيل الشبابي حمل خيبة هذا الأمر وخذلانه للقضايا برمّتها وخجله من صمته، إلى تصريف آخر ووجهة أخرى، واشتغالات أكثر ذاتية في النص، فصار يحلّق في سماء أناه، ويهبط على أرضها، ويلتقي ذاته حين لا يكونها، ويرصدها في أنا أخرى ثم في برهة صحو يضيق بها، فنراه قاسيا جدا في وصفيّاته لها”. وتضيف “هذا الجيل أصعب في مشاكسة أخيلته، وأسئلته، وقلقه الوجودي وأكثر جرأة في مغامراته وأكثر بؤسا في متاهات وعلل الأشياء، لكن أيضا، وفي أحيان كثيرة هو منساق لوهم الثقافة والمنجز الشخصي”. وتتابع بثينة اليتيم في الشأن نفسه، عاقدة مقارنة بين جيلين شعريين “التمازج بين الجيلين، القديم والجديد، واستيعاب الحالة الشعرية للجيل الحديث من قبل من سبقه، يخلق حركة ثقافية أكثر انفتاحا وتطورا وتنوعا، لا يمكن أن يكون لدينا هذا النوع من العقوق تجاه جيل سابق كان ولا يزال يثري حاضره الأدبي، أو أن نخلق ساحة نزال يبقى فيها من ينتصر، فلكل جيل اشتغالاته وهمومه على النص وليس بالضرورة أن يكون الجيل الحديث على طرف نقيض من الجيل السابق، المسألة ليست تعاقبية بقدر ما هي بلورة لرؤى فكرية جديدة”.
مشاركة :