أصوات شعرية جديدة تفوز بجوائز بيت الشعر السعودي بقلم: زكي الصدير

  • 10/19/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الوعي الذي يكمن خلف أبواب القصيدة، وليس الوعي المثقل بالمعرفة والثقافة، بل المثقل بحرير المخيلة وانزلاق الكلمات عليه بهدوء يكاد لا يسمع. أليس خطر الانزلاق والقدرة على تجنّبه هما الوعي الذي يقود القصيدة إلى برِّ أمانها؟ أليست الخفّة هي السمة الأخرى أو الوجه الآخر لهذه القدرة؟ انطلاقا من هذا الوعي وسماته التي تتفرد بها قصيدته عن البعض من معاصريه بوصفها نضوجا في الكتابة الحديثة، لذلك ارتأت اللجنة أن يذهب صوتها إلى أحمد الصحيح، وإلى مخطوطته “فتحتُ البابَ فانهالَ عليَّ العالم”، ليفوز بالمركز الأول”. أحمد الصحيح وأبرار سعيد وإبراهيم حسن.. أصوات شعرية شابة تنحت مسيرة إبداعية متميزة أما عن قصيدة “ليس ليدي أن تتكلم” الفائزة بالمرتبة الثانية، للشاعرة أبرار سعيد، فتقول لجنة التحكيم “لا تكتفي أبرار سعيد بالقصيدة كي نقول إنّها صوتٌ شعري في مقتبل العمر وحسب. إنما هي تكتب عنفوانَها أيضا، وما بين الرغبةِ في الانهمار من جهة والعنفوان من جهة أخرى تأتي قصيدتها بوصفها صرخة مسرودة بعنف المخيّلة، حين تخرج من فوّهة القلب إلى بياض الورقة. وكأن ما لا يخرج أيضا هو اندفاعة مؤجّلة، هو الألماس الذي يلمع في الجوف، ولا ينتظر سوى حرارة الأحاسيس كي يفور. لذلك دائما ما تكون قصيدة أبرار على الحافّة، لا لتقع، بل لترى نفسها في عمق الهاوية في عمق السقوط، وهذه لحظة شعريّة بامتياز تجيد أبرار لَعِبَها. لأجل هذه اللحظة وتلك الإجادة، وما بينهما من انهمارٍ والتماعٍ، ذهب صوت اللجنة إلى أبرار سعيد، وإلى مخطوطتها ‘ليس ليدِي أن تتكلّم’، لتفوز بالمركز الثاني”. القصيدة بيت الشاعر أما القصيدة التي حلت في المرتبة الثالثة الموسومة بـ”العائد من وجهه”، فتقول عنها لجنة التحكيم “حين تكون القصيدة بيتَ الشاعر، مسكنَهُ الوحيد وملاذَه أيضا، يكون على الشاعر أن يضعَ عينيه بَدَلَ النافذة، يديه بدلَ الباب، أحاسيسه على السقف، قدميه على العتبة. هكذا يحاول إبراهيم حسن أن يكتبَ قصيدتَه، وهو فيما يحاول نراه يوسّع من مساحات البيت باستحضار الذاكرة إزاء واقعه”. وتضيف “الشاعر يدفع باللغة مثلَ عربة في جميع الاتّجاهات حتى لا يفلت من يديه خيط الاستحضار. لذا تصنع قصيدتُهُ فجوات عادة ما تكون مخابئ سريّة يستريح فيها الشاعر من عناء الاستحضار. التفكير في القصيدة من الداخل هو ما تعمل عليه تلك الفجوات عند الشاعر. لذلك لا شيءَ يحفّز القصيدة على قول ما لا يمكن قوله خارجها سوى ما تتركه هذه الفجواتُ من آثارٍ ملهمة على الشاعر. وعليه ارتأت اللجنة أن يذهب صوتها إلى إبراهيم حسن، وإلى مخطوطته ‘العائد من وجهه’، ليفوز بالمركز الثالث”. :: اقرأ أيضاً التراث الثقافي نافذة الذات على الآخر شعراء الغضب العراقيون يضيئون بقصائدهم بغداد 40 ألف عنوان في الدورة الـ21 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب فنانو العالم ينشدون السلام في مهرجان البحرين للموسيقى

مشاركة :