«داعش» ليس رصاصتنا يا رغدة ! | حسن ناصرالظاهري

  • 12/26/2014
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

نعاني دائمًا في عالمنا العربي من بعض المقالات التي تحمل صفة التعميم، والتي تتنافى أطروحاتها أو تحليلاتها مع الحقيقة، أو التي تعتمد القرارات التي تتمخض عن المؤتمرات غير الرسمية، التي يجتهد فيها المشاركون بطرح رؤاهم حيال الأحداث الجارية على الساحة، وهي رؤى خاصة تُعبِّر عنهم كأشخاص، ولا تُمثِّل موقف حكوماتهم. صفة التعميم المجافية للحقيقة التي أتحدث عنها هي كالتي طرحتها الكاتبة رغدة درغام في مقالها الذي نُشر في الزميلة صحيفة "الحياة"، والمعنون بـ(الخليج "داعش مقابل إيران")، والذي ادّعت فيه (بأن الكثير من سنّة العراق، وسنّة الخليج يعتبر "داعش" الرصاصة في بندقيته الموجّهة صوب التطرّف الشيعيّ لرد الاعتبار، وهو ليس مستعدًا للتنديد بـ"داعش"، أو للالتحاق بالمعركة ضده، لأنه الرصاصة التي تضمن استعادة حقوقه المنقوصة)، وهو حُكم مردود عليه، حتى وإن كانت استشفته من خلال رموز سياسية غرّدت في ساحاتها، لأنهم قطعًا لا يُمثِّلون شعوبهم، أو حتى حكوماتهم، وقد أعجبني رد القارئ الذي رمز لاسمه بـ(عز الوطن) حيث قال: بأن الكاتبة بعيدة عن نبض الشارع السعودي، ومعترضًا على وصفها لشعب كامل بالتعاطف مع هذا الفكر الضال، متّهماً الكاتبة بالتجنّي. لا يمكن لهذه الشعوب المتحضّرة -شعوب الخليج- والتي لديها دراية تامة بتعاليم الدين الإسلامي، أن تتعاطف مع المنظمات الإرهابية التي تسيء للدين الإسلامي وتشوّهه من خلال إباحة القتل، وإجازة جماع الأسيرات اللائي لم يبلغن سن البلوغ، كما ورد في الكتيّب الذي وزّعته حركة داعش على مقاتليها، ولا يرضى أهل السنّة والجماعة عن كافة الممارسات التي تقوم بها هذه الحركة وغيرها من المنظمات الإرهابية وإلصاقها بالدين، وخصوصًا ما ورد في الكتيّب من تجاوزات منافية للدين والأخلاق، كإجازة بيع وشراء (السبايا)، وإهدائهن والدخول عليهنّ بعد الاستيلاء عليهن مباشرة. لا يمكن أن تتعاطف الشعوب الإسلامية مع تنظيم داعش ومقاتليهم، وتعتبرهم رصاصتها وهي تقتل النساء اللائي يرفضن جهاد النكاح. هذا الرفض الذي يبديه الشارع العربي والإسلامي هو الذي جعل التنظيم يعرض مغرياته للشباب المراهق، مستغلاً أثر المال والجنس في نفوس أولئك العاطلين، لجرّهم إلى معارك غير متكافئة، يدفعون فيها أرواحهم من أجل تحقيق (دولة الحلم) التي سيُسلِّمون رايتها للمسيح كما يزعم "أبو محمد العدناني" المتحدث باسم التنظيم. hnalharby@gmail.com

مشاركة :