في ساعة مبكرة من صباح الجمعة التاسع من فبراير ارتفع ازيز الطائرات وزمجرة الدبابات وهدير المجنزرات مؤذنة ببداية العملية الشاملة سيناء 2018 التي تنفذها حاليا القوات المسلحة المصرية الباسلة ضد عصابات الإرهاب الأسود البغيض في شمال ووسط سيناء ومناطق بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل وعلي طول الصحراء الغربية الموازية للحدود الليبية.ورغم أن القوات المسلحة المصرية نفذت منذ عام 2011 العديد من العمليات العسكرية في سيناء مثل نسر سيناء وحق الشهيد 1 و2 و3 و4 الا العمليه هذه المره تبدو أنها الاضخم والاكبر سواء من ناحيه الامتداد الجغرافي لها( علي كافه المحاور الاستراتيجيه) او من ناحيه إشتراك كافه أفرع القوات المسلحه فيها ( برا وبحرا وجوا) اومن ناحيه ضخامه ونوعيه العتاد العسكرى المستخدم وهو ما قالت عنه صحيفه يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها يوم الجمعه (أن هناك تقارير عن تعزيزات عسكرية خطيرة للجيش المصري في سيناء وصفت بأنها تعزيزات لم يسبق لها مثيل )ولا يبدو أن إلاختلاف الوحيد لهذه العمليه عن العمليات السابقه هو فقط في حجم القوات بل إننا بدراسه متأنيه للصور التي أوردتها بيانات القوات المسلحه سوف نكتشف ان العمليه تختلف إستراتيجيا أيضا اذ يبدو أنها عمليه عسكريه إستباقيه وهذا النوع من العمليات يهدف الي اخذ زمام المبادره من العدو واجهاض مخططاته ولهذا النوع من العمليات سمات اهمها توافر المعلومات تفصيليه عن هذه الجماعات التخريبيه واوكارها وخريطه تحركاتها وهو ما قامت بتوفيره بدون شك الاجهزه المعنيه مثل المخابرات الحربيه والامن الوطني كما تتميز هذه العمليات الاستباقيه بالاستخدام المكثف للضربات الجويه المركزه ( يؤكد ذلك ظهور طائرات الرافال والاف – 16 والاباتشي في سماء مناطق العمليات) وعمليات التشويش الالكتروني لقطع اتصالات العدو وقيام قوات النخبه بعمليات ابرار جوى لتطويق وتدمير قوات العدو ( يؤكد ذلك ظهور القوات المحموله جوا علي متن طائرات التشينوك ) ولا يخفي علي اى مراقب حصيف ان هذه العمليات تتزامن مع قيام الجيش الليبي بعمليات عسكريه واسعه النطاق ضد مدينه درنه التي توصف بأنها عاصمه الجماعات الارهابيه والتي سبق للقوات الجويه المصريه ان وجهت اليها ضربات جويه مكثفه إثر إستهداف حافله لاقباط مصريين في المنياوهو ما يعني ان من اهداف هذه العمليه تأمين حدود مصر من اى محاوله فرار او إختراق للجماعات الارهابيه الفاره من درنه خاصه ان درنه لا تبعد عن الحدود المصريه بأكثر من 270 كيلومترا ويقيم بها العديد من القيادات الارهابيه المصريه الاكثر خطوره وعلي رأسهم الارهابي هشام عشماوىإن هذه العمليه تعتبر وبحق أبلغ ثأر لشهداء ابرياء ومصلين أبرار سقطوا في المساجد والكنائس وظلت دماؤهم الزكيه وارواحهم الطاهره تنتظر يوم القصاص وها هو قد جاء
مشاركة :