ييري مينزل معروف بأفلامه الكوميدية الساخرة التي غيّرت وجه السينما في تشيكوسلوفاكيا في الستينات من القرن الماضيالعرب أمير العمري [نُشر في 2018/02/18، العدد: 10904، ص(15)]المخرج التشيكي المحتفى به ييري مينزل أعلن مدير مهرجان برلين السينمائي ديتر كوسيلك أن المهرجان سيكرم ويحتفي في دورته الثامنة والستين بالمخرج التشيكي الكبير ييري مينزل من جيل الستينات، أي جيل “السينما التشيكية الجديدة” التي تمردت على سلطة الحزب الشيوعي وتجرأت بتوجيه النقد وبحثت في الوقت نفسه عن أساليب وأشكال سينمائية جديدة في التعبير السينمائي. سيمنح المهرجان “كاميرا البرليناله” الذهبية للمخرج الكبير الذي سيحضر حفلا خاصا على شرفه. وكان قد حصل على الجائزة التقديرية من قبل المخرج والممثل الأميركي كلينت إيستوود، والمخرج الأميركي سيدني بولاك، والممثلة الأميركية جودي فوستر، والإيطالية إيزابيلا روسيلليني. ييري مينزل معروف بأفلامه الكوميدية الساخرة التي غيّرت وجه السينما في تشيكوسلوفاكيا في الستينات من القرن الماضي، ومن أشهرها “قطارات تحت حراسة مشددة” الذي حصل على جائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي عام 1966. وقد واجه هذا الفيلم المنع في بلده لفترة. ومن المقرر أن يحضر مينزل إلى مهرجان برلين يوم الـ22 من فبراير وهو اليوم الذي سيبلغ فيه 80 عاما من عمره، وسيعرض المهرجان فيلم “المترجم” الذي يقوم بالتمثيل فيه، عرضا عالميا أول. وكان مينزل قد حقق نجاحا في مهرجان برلين في الماضي، فقد حصل فيلمه “طيور على الحبل” (1969) المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب التشيكي بوهوميل هاربال (1914-1997) والتي منعت في ظل النظام الشيوعي السابق، على جائزة الدب الذهبي بعد مشاركته في المسابقة الرئيسية عام 1990. وفي عام 2002 أخرج مينزل فيلما عن رواية أخرى للكاتب نفسه هو فيلم “لقد خدمت الملك الإنكليزي” الذي فاز بجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية في مهرجان برلين، وفيلم “قطارات تحت حراسة مشددة” الفائز بالأوسكار عام 1966 المقتبس عن الرواية نفسها. ومازال مينزل يتعافى بعد العملية الجراحية التي أجريت له في شهر نوفمبر الماضي. وفيلم “المترجم” هو فيلم تشيكي- سلوفاكي- أسترالي مشترك من إخراج مارتن سوليك، وهو من أفلام الطريق ويدور حول رجلين غريبي الأطوار التقيا مصادفة وقاما بجولة مشتركة في أرجاء سلوفاكيا، وخلال هذه الجولة أدركا حقيقة ماضي كل منهما. مينزل قام بدور المترجم المتزمّت أخلاقيا “علي” بينما يقوم سيمونشيك بدور مدرس أسترالي مغرم بالنساء والخمر. كلاسيكيات برلين كما هي العادة في مهرجان برلين يدّخر المهرجان في دورته الـ68 مجموعة من الأفلام الكلاسيكية الشهيرة التي تم ترميمها أخيرا وتحويلها إلى نسخ رقمية في برنامج خاص، وبعض هذه الأفلام يعود لمئة عام مضت، إلى عصر جمهورية فيمار في ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الأولى. في هذه الفترة ظهر عدد من الأفلام الألمانية “التأسيسية” التي لعبت دورا كبيرا في تشكيل العلاقة بين المتلقي والفيلم، ربما إلى يومنا هذا. وتحت عنوان “إعادة زيارة جمهورية فيمار” سيعرض المهرجان 28 فيلما من الأفلام الروائية والتسجيلية، القصيرة والطويلة التي أنتجت في ما بين عامي 1918 و1933، أي قبل وصول هتلر إلى السلطة مباشرة في ألمانيا وبدء المرحلة النازية. سيستعرض برنامج الكلاسيكيات من خلال هذا البرنامج من الأفلام المثاليات التي كانت سائدة في ذلك الوقت وقضايا الهوّية كما يعرض نماذج من الكوميديات التي تمتلئ بالحوار التي برزت بعد ظهور الفيلم الناطق وكان هدفها التسلية وكذلك الأفلام ذات الطابع الاجتماعي والسياسي. من هذه الأفلام فيلم “الإخوة” للمخرج فيرنر هوشباوم من عام 1929 الذي يصور معاناة أسرة بروليتارية فقيرة، وكان هذا الفيلم قد أنتج بدعم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، وهو يتميز بالكثير من المصداقية والأصالة بفضل استخدام مخرجه للممثلين غير المحترفين، وتدور أحداثه في مدينة هامبورغ عام 1896 أثناء إضراب عمالي. إلى جانب أفلام فترة جمهورية فيمار تعرض ضمن الكلاسيكيات أفلام أخرى مرموقة مثل “القتال من أجل ماتيرهورن” لنوزيو مالاسوما (1928)، و”أفيون” (1919) للمخرج روبرت رينارت، و”الهروب من السجن الذهبي” (1921) المأخوذ عن رواية جاكو واسيرمان من 1919 بعنوان “وهم العالم”.
مشاركة :