«بلاك ووتر» أو المياه السوداء، هو اسم لشركة أمن أمريكية، تم التعاقد معها من قِبل إدارة بوش لتقديم خدمات أمنية في العراق إبّان فترة احتلاله المقيت. بلاك ووتر المرتبطة بالسيد تشيني نائب الرئيس بوش، مارست أفظع أنواع العنصرية ضد سنة العراق تحديدًا، فقتلت سرًّا وجهرًا، وليلاً ونهارًا. وكان كل فرد في هذا الخليط من المرتزقة الأمريكيين يشعر بالحصانة ضد أي دعوى تُرفع ضده بحكم الاستبداد الأمريكي، ثم بحكم أحوال المستعمر الشائنة الذي وجد رفضًا شديدًا من أهل السنة المعتدلين بسبب فظاظة الدور الملعوب لإعلاء شأن شيعة العراق، انتهاء بتسليمهم الحكم على طبق من ذهب، وبتنسيق من اللاعب الصفوي المجوسي في قم وطهران. وفي 16 سبتمبر 2007م خطر لأربعة من مرتزقة بلاك ووتر ارتكاب مجزرة جماعية في بغداد، ربما للتسلية على طريقة الألعاب الإلكترونية العنيفة، وربما انتقامًا لمقتل جندي أمريكي هنا أو هناك داخل العراق ضمن حملات مقاومة الاستعمار. وفعلاً اختار هؤلاء الأربعة إحدى المساحات المكتظة في غرب بغداد، فنزلوا إليها ببنادقهم، ورشاشاتهم، ثم بدأوا في إطلاق النار عشوائيًّا على من في الساحة! وفي الساحة أطفال ونساء ورجال، وكانت المحصلة مقتل 14 عراقيًّا بدم بارد، لا ذنب لهم سوى إشباع غريزة القتل لدى هؤلاء المجرمين الأربعة. ولولا ثورة الناس في ذلك اليوم، لطُويت صفحة الجريمة النكراء، ولعاد المرتزقة إلى بلادهم، وكأنّ شيئًا لم يحدث. وبعد مضي 7 سنوات، وفي أواخر أكتوبر المنصرم صدرت أحكام بإدانة الأربعة تتراوح بين القتل العمد، والقتل من الدرجة الأولى! ربما لا أستطيع التفريق بين الجريمتين، لكن المؤكد أن منتهى العقوبة هو السجن لفترات تطول وتقصر. ثم يتساءل بعض الأمريكيين: لماذا يكرهوننا؟ وهل تركتم لغير الكراهية بابًا؟ وأعني بذلك رجال السياسة وأصحاب القرار! انظروا إلى ثمار دعمكم لإسرائيل المارقة على كل قانون وعرف، وكيف يُقتل على يديها ألوف الفلسطينيين، وتُدمر ألوف المنازل والمرافق! ثم انظروا إلى تجاهلكم طوال 40 شهرًا وأكثر لجرائم بشار الأسد الفظيعة، ثم انتباهكم المفاجئ لتنظيم «داعش»، وكأنكم منه براء!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :