خطيب جامع الخالد بالمنامة: الفــرس أرادوا تقسيـم ما قسـم مـن دول العــالـم الإسلامـي وتفتيتهــا إلى دويــلات

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث الشيخ عبدالله بن سالم المناعي في خطبته ليوم الجمعة بجامع الخالد بالمنامة أمس عن هذه الحملات الضارية والحرب الضروس التي تمارسها الأجندات الفارسية وأعوانهم من الحوثيين.. مؤكدا أنهم أرادوا تغيير خرائط العالم الإسلامي وتقسيم ما قسم من دوله، وتفتيتها إلى دويلات فقال: أيها المسلمون: في هذا الزمن يواجه الموحدون لله تعالى المستمسكون بدينهم حملات ضارية وحربا ضروسا من الأجندات الفارسية والمنافقين وأعوانهم من الحوثيين الظالمين والعدوانيين. حملات شملت جميع الميادين، وحروب ما أبقت مجالا فيه نشر للإسلام أو نفع للمسلمين إلا أتت عليه، يريدون تبديل كلام الله تعالى، وتحريف شريعته، وصرف الناس عن دينه، وإخراجهم منه إلى ما أحدثوه من أفكار ضالة، ومبادئ منحرفة، ويسوّق لهذا الضلال المبين وكلاؤهم في بلاد المسلمين من أهل الحقد والضغينة أو الحمق والغفلة ممن يصنفون بالكتاب والمفكرين والمثقفين، وكثير منهم لا يرون أبعد من أنوفهم. لقد كان في أجندة الدولة الفارسية في الاستكبار والظلم والاعتداء مشاريع استعمارية ضخمة؛ أرادوا بها تغيير خرائط العالم الإسلامي، وتقسيم ما قسم من دوله، وتفتيتها إلى دويلات، والاستيلاء على ما تبقى من ثرواته، وإخضاعه تماما لحكمهم وإملاءاتهم، زاعمين أن القرن قرنهم، وأن العالم قد خضع لجبروتهم؛ ولكن الله تعالى بلطفه وحكمته خيّب مساعيهم، وكسر شوكتهم، وأزال هيبتهم لقد تمالأوا في حربهم وعداوتهم وعدوانهم على بلاد الحرمين الشريفين بالعدوان الحوثي الايراني بإطلاق 7 صواريخ بالستية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة على المدن والقرى الآهلة بالسكان من قبل الجماعة الحوثية المدعومة من إيران. الثابت يقينا تورط النظام الإيراني، والله سبحانه وتعالى من ورائهم محيط حيث ان المضادات الصاروخية السعودية اعترضت الصواريخ البلاستية الحوثية، وقد تم تدميرها عن بكرة ابيها. ومن وسائلهم في التدمير إحياء النعرات العرقية والطائفية، وإشعال الحروب الأهلية تحت إشرافهم، وبمعونتهم وإمدادهم؛ حتى يُفني الناس بعضهم بعضا، فإذا مَلوا الحروب، وفني أكثرهم؛ عادوا مرة أخرى لترتيب أوراق المنطقة بما يحقق مصالحهم. والمطلوب الأكبر لما يسعرونه من حروب رأس الإسلام الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عند الله تبارك وتعالى. إنهم يحاربون أشرف بقاع الارض ومهبط الرسالة والقرآن بلاد الحرمين الشريفين.. تطعم الجوعى، وتكفل الأيتام، وتقيم المشاريع التنموية في البلدان الفقيرة، كما تمالأ كفار مكة على بني هاشم فحصروهم في الشعب. فهذه النصوص وأمثالها تفسر اعتداءات الفرس المتكررة عبر التاريخ على مكة والمدينة واستباحة الحجاج، ونواياهم الخبيثة في الحرمين الشريفين؛ فهم ينطلقون من معتقد يدينون به، ومن نبوءات يسعون في تحقيقها، ولا يردهم عنها إلا عجزهم، وهذا يوجب حذر المسلمين من النوايا الخبيثة للأجندات الايرانية. حفظ الله تعالى مكة والمدينة والقدس من شر أعدائها، وجعلها خالصة لأوليائها، إنه سميع مجيب. فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعرفوا حقيقة أعدائكم، وماذا يريدون منكم، ولا عداوة أشد من عداوة المنافقين، ولا نفاق أعظم من النفاق السبئي الذي يريد نقل الناس من دين الحق إلى خرافات الباطل «هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ» [المنافقون:4]. أيها المسلمون: إن الأمة الفارسية في هذا العصر وبالحبال الممتدة إليها من كفار الشرق والغرب قد استقوت على المسلمين، وهي في عجلة من أمرها لتحقيق أهدافها ونيل مآربها. والدعوة إلى تدويل الحرمين هي دعوة قديمة حديثة، يحييها الباطنيون جذعة كل حين، فيصنعون الحدث ثم يحاولون الابتزاز به، ويعينهم في هذا المشروع الخبيث أصوات عدوانية عربية تمثل النفاق السلولي؛ ليتآزر النفاقان مع الكفار على أهل الإسلام. والدعوة إلى تدويل الحرمين هي خطوة أولى لتسليمهما إلى الباطنيين، كما فعلوا بالقدس؛ فإن القدس قد فرضت الوصاية الدولية عليها قبل احتلال اليهود لها؛ لنزع سيطرة المسلمين عليها، فلما احتلها اليهود سكت المجتمع الدولي عن قرار تدويلها، ولو طرد المسلمون اليهود منها لعادوا لتفعيل قرار تدويلها، فهو قرار صنع لمصلحة أعداء الأقصى. يجب على الشعوب المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها أن تعي هذه الحقيقة؛ لتكون قوة ضاغطة لمنع تلاعب المجتمع الدولي بالحرمين كما تلاعب بالقدس، ويجب أن يولي الإعلام هذا الأمر عناية كبرى في توعية الناس بخطر مطالب الباطنية ومن وقف معهم. ومما يطمئن المؤمن إلى أنهم لن يبلغوا مرادهم دعاء الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما السلام، وقد استجاب الله تعالى لهما، أما دعاء الخليل فقوله «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آَمِنًا» [إبراهيم:35] ولن يكون آمنا في أيدي الباطنيين، وأما دعوة النبي عليه الصلاة والسلام فقوله «اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا» ولو كان في أيدي الباطنيين لجعلوه وثنا.

مشاركة :