في خطبته ليوم الجمعة في جامع الخالد بالمنامة أمس تحدث خطيب الجامع الشيخ عبدالله بن سالم المناعي عن قرب حلول شهر رمضان المبارك وعن واجبات المسلم نحو هذا الشهر المعظم، فقال: رمضان على الأبواب فبادروا وشمروا للعمل الصالح وتزودوا بالأعمال التي تقربكم إلى الله وإلى الجنة وما أعده الله للمؤمنين، إنه سوق وتجارة رابحة للآخرة، وأرباحه مضمونة، والأعمال فيه محفوظة، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» رواه الشيخان. وإنما تفتح في رمضان أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، بسبب ما يقوم به العباد من أعمال صالحة ترضي الله تعالى، فيرضى سبحانه عن أعمال الصالحين فيه. إن دخول رمضان فرصة لأعمال كبيرة من الأعمال الصالحة؛ فصيامه فريضة، والصوم من أجلِّ الأعمال؛ إذ يدع الصائم شهواته لله تعالى، وقد قال سبحانه في الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» رواه الشيخان. وقَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه. وفيه الصدقة، وَقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ». ومن الصدقة: إطعام الطعام، وسقي الماء، ومَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ كما جاء في الحديث. وهو شهر القرآن بنص القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ) [البقرة:185] وكان جبريل عليه السلام يدارس فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم القرآن كل ليلة، ما يدل على خصوصية قراءة القرآن فيه على غيره. وفي ليله تعج مساجد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالقرآن، يصلون التراويح. ولقيام رمضان ميزة على سائر ليالي العام فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه الشيخان. وفي رمضان ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه كما جاء في الحديث. والعمرة في رمضان ليست كالعمرة في غيره؛ إذ تعدل العمرة فيه حجة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فكل هذه الأعمال الكبيرة بأجورها العظيمة لتدل على أن رمضان ميدان للعمل الصالح، وموسم من مواسم الله تعالى يفيض فيه على عباده من فضله ورحمته وعفوه ومغفرته، فلا يضيعه إلا ضائع، ولا يفرط فيه إلا جاهل، فاستقبلوه خير استقبال، وأروا الله تعالى فيه من أنفسكم خيرا، واعمروه بالطاعات، واجتنبوا مجالس اللهو والغفلة والشاشات؛ فإنها تسرق أوقات الناس وأعمالهم، وتأكل حسناتهم كما تأكل النار الحطب. وصلوا وسلموا على نبيكم. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ولاة أمورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين. اللهم أيد بالحق مليكنا ورئيس وزرائه وولي عهده الأمين، اللهم أعزهم بالإسلام اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين اللهم اجعلهم صالحين مصلحين هادين مهتدين يارب العالمين. اللهم عليك بأعداء الدين أينما وجدوا وحيثما حلوا، اللهم عليك بهم عاجلا غير آجل، اللهم اجعل الدائرة عليهم، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم منّ على المسلمين بصلاح قادتهم وعلمائهم وشبابهم ونسائهم يا رب العالمين. (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) (البقرة: 201). اللهم ولِّ علينا خيارنا وارزق ولاة أمرنا البطانة الصالحة التي تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر يا رب العالمين.
مشاركة :