تعتزم روسيا تأسيس ثالث أكبر مصنع للطائرات على مستوى العالم، وإنشاء قنوات تصميم وتكنولوجيا تظهر وثيقة اختراع متخفية لصناعة طائرة تتجاوز الرادارات - طائرة متعددة الاستخدامات – ويتضح لنا أن روسيا تعد العدة لمناورة لها قدرة عالية على الحروب المستقبلية وفق برنامجها الجوي الذي تسميه سلاح الانتقام النووي وطائرات أخرى خاضت بها الحرب الباردة. إن هذا السباق النووي بين روسيا والولايات المتحدة يشعرنا بنوع من الانغلاق والحياة خارج العصر، فأكبر مشاكلنا مسكن وكتاب ووظيفة، تمثل مشاكلنا متطلبات حياة، ومشاكلهم دمار الحياة الأساسية بصنع طائرات ذات مواصفات استثنائية عابرة للقارات بها خطط لقنابل مسافة 11-12 ألف كيلومتر بسرعة 900 كيلومتر في الساعة، طموحاتهم تختلف تماماً عنا، وتختلف تلك الخصائص في معظم جوانبها إن لم تكن جميعها. ومن بين الأطر الهامة التي من شأنها التأثير على السلام والتعايش تتوارد الأسئلة والتقارير، هل خُلقت السماء للطائرات المقاتلة تحت جنح الليل وقذف القنابل على الأرض لتدميرها ومن عليها؟ فعلى الرغم مما شهدته السنوات الأخيرة من سباق محموم للتسلح المدمر وبالمقابل كل دولة تضاعف ترسانتها العسكرية من طائرات حربية وطائرات بدون طيار وسفن ومدرعات ومعدات ثقيلة ومنصات لإطلاق الصواريخ يالها من حياة. ولازال الغرب يضخ كماً هائلاً من الأسلحة المدمرة لدول الشرق الأوسط، ومن خلال تقرير لرصد صفقات التسلح أصدرته أخبار روسيا: ان الدول العظمى زودت الدول العربية بأسلحة ومعدات عسكرية متطورة. لماذا كل هذه المناورات الجوية والبرية والبحرية وإجراء كل هذه التجارب لإبادة البشر، إذاً، على كل فرد في هذه المعمورة أن يكتب أنشودته الحزينة قبل أن تمزقه الأحزان والخوف والرعب من عرباتهم المصفحة وأسلحتهم الجديدة المتطورة وقيادتهم التي تناور في السماء والأرض والبحر. تقوم المنظمات الصناعية بميزانيتها الضخمة للمساهمة في نهضة بلادها وهي تنظيمات تابعة للسلطة، ولم تتأثر هذه الدول بالتغيير التقني الحديث المحرر من الحروب القديمة إلى العصر التقني الحديث؟ لماذا لم يسخروا صناعاتهم لفائدة الإنسان فقط وليس تدميره، ولماذا يزودنا الغرب بتقنياتهم العسكرية وفقاً لبرامج أكثر ضجيجاً تكتظ بذخائر نووية وهيدروجينية؟ إبان الحقب الماضية كانت آفاق واعدة أكثر سلماً وعلماً ولكن الحاضر تجاوز كل التوقعات، حتى ابتكارات معرض ماكس 2013 الذي استضافته مدينة جيوكوفسكي في ضواحي موسكو يأتي في المقام الأول لخدمة مآرب عسكرية أهمها تقنيات الراديو الإلكترونية، والطائرة (R214--2) واحدة من أكثر الطائرات الروسية سرية، رادار الصياد الليلي، ومنظومات المناطيد الجوالة، ومنظومة الدفاع الجوي الصاروخي فيتياز "الفارس" والنموذج الأول للحوامة (62-Ka)، ألم أخبركم أنها مجموعة ابتكارات صناعية حربية مالية للاستثمار. وليس هناك من شك أن غياب السلام والاستقرار يشكل مناورة على الصعيد الدولي بين الحياة والدمار (فإن أسس المناورات تتشكل حسب من يديرها ويشرف عليها ففي لائحة "دي موف" مناورة الشطرنج تنطلق بالتتابع كل قطعة على حدة ويقيس أوجه قوتها وضعفها ثم ينظم الهجوم ويبسط المناورة ليسهل على أولئك الذين تعوزهم الموهبة المتعة). وهكذا تنعكس العوامل المؤثرة سلباً على المجتمعات النامية من متخذي القرار في العالم الذين دأبوا على صناعة المعوقات والبرامج الكفيلة بتدمير الأهداف والطموحات في مجالات الحياة العامة لأن الطاقة البشرية مسخرة للحياة وليس القتل والحرب.
مشاركة :