خطيب جامع الخالد يتحدث عن أسباب صلاة الملائكة على العبد

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي خطيب جامع الخالد بالمنامة في خطبته ليوم الجمعة أمس، وقال: ثالث جمعة من شهر رمضان المبارك ومواسم الخيرات يجب اغتنامها وأوقات الطاعات ينبغي الحفاظ عليها فكونوا من العتقاء من النار فالله الله أيها المسلمون بملازمة عبادة الله والاستمرار على طاعة الله والبعد عن معصيته، إن من أعظم الأدعية نفعًا، وأبلغها أثرًا، وأرجاها قبولا دعاء الملائكة للعبدِ المسلم الطائع الخاشع بصلاة الملائكة المسبحة بحمد ربها عليه؛ إذ هي دعوة كرام بررة، لم يثنهم عن طاعة ربهم انقطاع، أو فتور، أو مللٌ طرفةَ عين. وبات من برهان إجابة دعاء أولئك المقربين إغراءُ الشرع المكلفين بأعمال خير رتّب عليها دعاءَ الملائكة لفاعلها، وتنفيرُه إياهم عن بعض الأفعال المشينة بلعن الملائكة فاعلها كالكفر، وامتناع الزوجة عن الفراش من غير بأس، والإشارةِ إلى المسلم بحديدة. وأضاف أن صلاة الملائكة على المؤمنين تنظم في عقدها طلب تحقيق ثلاثٍ غايات هي: المغفرة، والرحمة، والتوبة، وتلكم أهم ما يفتقر إليه العباد، وأخرى رابعةٌ حسنةٌ: دعوةُ خيرٍ من مثل ما دعا به العبد لأخيه. وأوضح أن شرف الحظوة بصلاة الملائكة على العبد يدرك بمعرفة سببه مما وردت النصوص بثبوته، والقيام به. ومن تلك الأعمال التي حاز العلماء فضلها تعليم الناس الخير، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ» رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. ولا رتبة فوق رتبة مَنْ تشتغل الملائكة وجميع المخلوقات بالصلاة عليه إلى القيامة! ونيْلُ تلكم البركة مرجوٌّ لمن علّم غيره خيرًا، أو دلّه عليه، أو حذره من شر وإن لم يبلغ شأو العلماء. والبقاء في المصلّى وانتظار الصلاة من أسباب صلاة الملائكة على العبد ما لم يُحْدِث أو يخرج من مصلاه، يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إلى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلاَةُ» رواه البخاري، وروى أحمد بإسناد حسنه ابن المديني أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «من صلى الفجر ثُمَّ جلس فِي مصلاه صلت عَلِيهِ الملائكة، وصلاتهم عَلِيهِ: اللهم اغفر لَهُ، اللهم ارحمه، ومن ينتظر الصلاة صلت عَلِيهِ الملائكة، وصلاتهم عَلِيهِ: اللهم اغفر لَهُ، اللهم ارحمه». والمرأة تنال هذا الفضل بمكوثها طاهرة في مصلاها المنزلي. والصلاة في الصف الأول من أسباب صلاة الملائكة على العبد، والصلاة يمين الصف في صلاة الجماعة وسدُّ الفُرَج ورَصُّ الصفوف في الصلاة وعيادة المريض. ومن أسباب صلاة الملائكة على العبد صيامه عند قوم يأكلون، فقد دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أم عمارة رضي الله عنها فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ: «كُلِي»، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم-: «إِنَّ الصَّائِمَ تُصَلِّي عَلَيْهِ المَلَائِكَةُ إذا أُكِلَ عِنْدَهُ حَتَّى يَفْرُغُوا»، وَرُبَّمَا قَالَ: «حَتَّى يَشْبَعُوا» رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أسباب صلاة الملائكة على العبد، يقول عليه الصلاة والسلام: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ، فَلْيُقْلِلْ مِنْ ذَلِكَ الْعَبْدُ أو لِيُكْثِرْ» رواه أحمد. وأكد المناعي أن المؤمن بالله ولقاءه وما أعده الله لعباده الصالحين والصائمين في ظل طاعة الله وحسن الإقبال عليه من قيام وصلاة في حق هذا الشهر الكريم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. ولذا يغتنم كل حالة من حالاته ولحظة من لحظات عمره فيما يقربه إلى الله تعالى ويرفع درجته عنده ويحصل به مغفرته ورحمته مهتديًا بالقرآن وبما صح عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم من بيان فيخلص التوحيد ويحافظ على الصلوات المكتوبات ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج ويعتمر ويجاهد ويصبر ويصل الرحم ولو قطعت ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويعطي كل ذي حق حقه فيفعل الخير ويعين على البر وييسر ولا يعسر ويقول الكلمة الطيبة ويجود بالصدقة والنفقة ولو بالتمرة فإن الله تعالى يقبلها ويربيها لصاحبها حتى تكون كالجبل العظيم ويلهج بالباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنها غراس في الجنة وفيها تبنى قصور الجنة ويرحم البهيمة حتى يسقى الكلب من العطش لأنه من أسباب المغفرة ويميط الأذى عن الطريق فإنه سبب لدخول الجنة ويصدق في بيعه وينصح لكل مسلم وخاصة من استنصحه ويحسن إلى أصحابه وجيرانه ويهدي لإخوانه ويحب للناس ما يحب لنفسه ويكره لهم من الشر كما يكرهه لنفسه.

مشاركة :