«اللهم اخلف على من بَذَلَهْ» - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/3/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

في زمن كان فيه الطعام والقوت اجتماعاً ومحفلاً في الحيّ كان القادم حديثاً من رحلة بعيدة يلاقي الإكرام وحُسن الاستقبال من الأقارب والجيران القادرين على البذل. ويأخذون القادم في دورية، منها أنهم يستمعون إلى ماعنده من أخبار ومنها أن الوليمة تطال المحتاجين من أهل الحارة وأهل مسجد الجوار وجيرانه. ولو تلاحظون أن تلك العادة انقطعت لأسباب اجتماعية وبيئية واقتصادية، وربما أخرى لا أُحيط بها. فمن الأسباب الاجتماعية انشغال الناس بأمور عيشتهم ومواعيدهم ومراجعات الدوائر والدوام الرسمي لهذا الذي قد يختلف عن دوام ذاك. كذلك توفّر وسائل الحصول على الطعام، وأضيف إلى هذا ازدحام الطرق وصعوبة الوصول إلى بيت المُضيّف. بقدر ما تكون الدعوات الاجتماعية ممتعة، بقدر ما هي مهمة للتأكيد على الروابط بين الناس، فعندما تدعي أقاربك وأصدقاء في بيتك، سوف يدعونك أنتَ أيضاً إلى بيوتهم وتستمر العلاقات. ولن أنسى القول بأن الدعوات إلى الوجبات حالياً ارتبطت بإيقاع الحياة وروتينها الممل والمعقّد. فعلى الداعي – مثلاً – أن يُعطي فرصة للمدعوين للتخطيط أي يجب أن تتم الدعوة قبل أسبوع أو اثنين من الموعد المحدد. ثم إن الحفلات العائلية للنساء أو للرجال صار عدد منها ينتهي بعتاب أو خصام أو سوء فهم، بسبب عدم اللياقة عند تقديم الدعوة أو قبولها لأن الداعي قد لا يراعي ظروف المدعو الذي أيضا من المتوقع ألا يحسن استقبال الدعوة، فيحدث إحراج لكل من الداعي والمدعو. وأذكر أحد الأفاضل قي عنيزة يقول عند انتهائه من وليمة دُعيَ إليها: "اللهم اخلف على من بَذلهْ، هنّئ بهِ من أَكَلهْ، وعجّل لنا بمثْلِهِ غاية العَجَلَهْ". لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :