السحرة يطيرون على مكنسة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 7/17/2013
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

هكذا يُصورهم الغربيون، ودائما تكون الساحرة امرأة عجوزاً. حتما، اليابان والصين علموا من المتابعة والتقصّي أننا قوم نحب كشف الطالع وقراءة الكف والفنجال والحركات السحرية و"العمل" الذي يوضع كي يُنمّى علاقة أو يُفسد علاقة. وفي بريطانيا هناك اعتقاد بأن وضع حديدة على شكل حذوة الحصان "تطرد العين" عن المنزل، وتجهم يضعونها على الباب الخارجي. فالمسالة إذا عالمية، ومن هنا أقول لماذا لم تأت الصين واليابان بمصغرات إليكترونية أو شرائع تؤدّي مهام سحرية أو فك الأعمال السحرية أو قراءة الكف عن بُعد (Remote)، فيكتفي الساحر من فضول الزبائن ومن ملاحقة رجال مكافحة الشعوذة..! متأكّدٌ أن غيري لاحظ أن مهنة السحر والفتنة والتأثير الذي لا يُقاوم، والعرافة، مهنة شرقيّة، وكذا قراءة الفنجان. يبدو لي أن السحرة ناس (في. آي. بي VIP) حتى في التاريخ القديم حيث كان الكبار يستدعونهم عند الملمات. واليوم ظاهرة مألوفة وعاديّة أن يقرأ المرء في صحافتنا المحلية أخباراً عن ملاحقة، أو القبض على فرد أو جماعة يكتسبون من مزاولة أعمال السحر والتوسّط لدى الجن والتخويف منهم، والبحث في المجهول والخفي. ويظهر لي أنهم (أي محترفي السحر) فقدوا أهميتهم في العلن فصاروا - وربما كسبوا أكثر - يعملون في السرّ ويتحملون عناء الملاحقة. يقولون إن تلك الممارسات - في شرقنا - تُكسب الكثير، ولا تُكلّف شيئاً، صيانة أو تشغيلاً..!، أو إيجاراً أو رخصة. يكفي أن يعرف الزبائن الموقع ليجد المُتكسّب جدول أعماله اليوميّة مزدحما بالمواعيد. أما السحر والشعوذة في الغرب فممارستها غالية جداً وغير مُتاحة لعامة الناس.. تخصص.. وتفان.. يقول أحد الباحثين الأمريكيين إنه أسهل على الفرد الأمريكي ترشيح نفسه لعضوية الكونغرس..! من ترشيح نفسه للالتحاق بجماعة العرّافين و"البُصّار" هذه، وذلك لأن المرشح للأخيرة يخضع لتجارب ذهنية وعقلية وجسدية - تفرضها عليه "الجماعة" قبل إعطائه "الوشم" المميز - مع الطاعة.. والالتزام. وسيجد المتتبّع أن الأعمال السحرية في الغرب تروج في مدن الملاهي والنوادي الليلية، وتدر على المتعاقد ورب العمل أرباحاً خيالية، وهي حركات تعتمد على خفة اليد والقدرة على الخداع البصري. ولا يذهب إليهم الناس من أجل عون علاجي أو "فك سحر" أو عمل "عمل".

مشاركة :