خطيب جامع أبوحامد الغزالي يتحدث عن قضية التقاعد

  • 7/21/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

في خطبته ليوم الجمعة بجامع أبوحامد الغزالي أمس تحدث فضيلة الشيخ أحمد مهنا السيسي عن قضية التقاعد تحت عنوان «التوجيه الملكي هو لتحسين خدمات المتقاعدين وليس لسلبهم المكتسبات».. ثم تساءل: أين مرئيات الحكومة من روح قول رسولنا صلى الله عليه وسلم «الراحمون يرحمهم الرحمن»؟.. ثم قال: «إن هذه المرئيات لا تواكب روح الدين, ولا روح التوجيهات الملكية, ولا تواكب العصر». وفيما يلي نص خطبة الشيخ أحمد السيسي: حينما يبدأ الشيب بغزو الإنسان فيضعف، يقابل ذلك الضعف قوة في العقل والفهم، فتظهر علامات الحكمة ونور البصيرة جراء تجارب الحياة، ولقد علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نقول: «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ». لقد احتوى توجيه جلالة ملك البلاد المفدى، حول إعادة بحث قانون التقاعد، عدة مبادئ منها: التزامات الصناديق تجاه الأجيال القادمة، وحفظ حقوق المتقاعدين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم. فهل المرئيات التي نشرت وأطلق عليها «مرئيات الحكومة» حول قانون التقاعد راعت ووافقت هذه المبادئ الثلاثة التوجيه الملكي؟ أو حرص سمو رئيس الوزراء؟ إذ كيف يراعى الالتزام تجاه الأجيال القادمة والتدرج في تطبيق التعديل في سن التقاعد المبكر يزداد صعوبة على الأجيال القادمة، سنة بعد سنة؟! فهل هذا يحفز الموظف لبذل المزيد.. وهو يعيش قلقا على مستقبله بعد ذهاب شبابه وصحته، فما البال بأهله وضياعه؟أما حفظ حقوق المتقاعدين.. فعلى أي أساس حسبت الـ«7 سنوات» للزيادة السنوية، ولِمَ لا يتعدى المعاش التقاعدي قيمة الراتب الذي حسب على أساسه؟! هل هنا صكٌّ أو ضمان بثبات المستوى المعيشي مستقبلا؟! وكيف يطلقون عليه «معاش»، وتُوقَفُ مواكبتُه لتَغيُّرِ وتصاعد تكاليف المعيشة من غلاء وضرائب ورسوم متزايدة؟! أما تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمتقاعدين، فهل هذه المرئيات حافظت على المزايا والمكتسبات التي منحتها الحكومة للشعب -أصلا-، كي تضيف ما هو أحسن؟ فالتوجيه الملكي واضح (تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمتقاعدين) وليس سلبهم المكتسبات بل إضافة ما هو أفضل إليها مواكبةً للعصر. وهناك نقاط لا تقل خطورة بل ربما تزيد.. تناولها بالتفنيد أساتذة أفاضل كبار من كتاب الصحف وغيرهم، فليُرجع إليها. أين هذه المرئيات من روح قولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ». فـ«المرئيات» لا تواكب روح الدين.. لا تواكب التوجيهات الملكية.. لا تواكب العصر. إن مثل هذه الأطروحات التي تتعدى على أرزاق الناس وأموالهم ومعاشاتهم وما ألفوه واستقروا عليه في عقدهم الاجتماعي لا ينبغي طرحها البتة، فإن حفظ أموال الناس من الضرورات الخمس التي كفلتها شريعة الإسلام، فأموال المتقاعدين ومعاشاتهم ومكافأة نهاية خدمتهم وزياداتهم السنوية هي أمانات يجب أن تُؤدى إلى أهلها،فلا ينبغي تضييق الصدور في وقت انشراحها، حيث كانت البشارات لتوّها تَعِدُ الناس بحياة طيبة من انفتاح الرزق والعيش الرغد.. وفي وقت نحن أحوج ما نكون الى جمع الكلمة ورصِّ الصفوف حول ولاة الأمر ضد المتصيدين في الماء العكر المستغلين لهذه الثغرات.. فكيف لا ندرك أن لكل مقام مقالا؟! ورغم ذلك مازال الشعب يثق ويأمل في قادة البلاد -حفظهم الله- الذين دأبوا على بث البشائر الخيرة وطمأنة شعبهم الوفي على أمنه وأمانه في نفسه وعرضه وماله ودينه، فالمتقاعدون أَمَّنُوا أموالَهم في ظلِّ الدولة، وهي لم ولن تتخلى عن مسؤوليتها تجاههم، ولن تحملهم إخفاقاتٍ لا ذنب لهم فيها، ولن تسمح بأيّ غبنٍ أو ظلم يقع عليهم أو يلحق بهم.

مشاركة :