صدر حديثا هذا الكتاب عن مركز تاريخ مصر المعاصر التابع لدار الكتب والوثائق القومية، وهو من إعداد وجمع الدكتور أحمد عبد الوهاب الشرقاوي، وتقديم الأستاذ الدكتور أشرف محمد مؤنس.يحتل اسم الدكتور عبد الوهاب عزام مكانة بارزة من بين أعلام مصر في القرن العشرين فهو أستاذ وأديب، كاتب وشاعر، مترجم وناقد، مفكر ورائد، استطاع أن يجمع كل ذلك في شخصه وفكره؛ رغم الصفات الفارقة لكل صفة من تلك الصفات.هكذا وصفه تلميذه الدكتور السباعي محمد السباعي في كتابه: عبد الوهاب عزام رائدا ومفكرا.ولد عبد الوهاب عزام في 28 أغسطس عام 1894م بقرية الشوبك (من قرى الجيزة، بمصر)، من أسرة ليبية الأصل. ودخل الأزهر. وتخرج بمدرسة القضاء الشرعي (بالقاهرة) ودرس بها. واتجه إلى الجامعة المصرية القديمة، فأحرز شهادتها في الآداب والفلسفة (سنة 1923) واختير مستشارا للشؤون الدينية في السفارة المصرية بلندن، فالتحق بقسم اللغات الشرقية، بجامعة لندن، ونال منها درجة " الدكتوراه " في الآداب الفارسية برسالة عن الشاهنامة. وعاد إلى القاهرة فمنح شهادة الدكتوراه في الأدب من جامعتها. ودرس الفارسية في كلية الآداب بالجامعة المصرية (جامعة فؤاد الأول) ثم كان عميدا لتلك الكلية، إلى أن عين وزيرا مفوضا لمصر في المملكة العربية السعودية (سنة 1948) ونقل إلى الباكستان. وأعيد إلى السعودية سفيرا (سنة 1954) ولم يلبث أن أحيل إلى المعاش فكلفته السعودية إنشاء جامعة الملك في الرياض، فأنشأها، وعُين مديرا لجامعة الملك سعود، وتوفي بالسكتة القلبية بمنزله بالرياض، ونقل بالطائرة إلى القاهرة، ودفن في حلوان. له زهاء عشرين كتابا في التاريخ والآداب وبعضها مترجم. وفي هذا الكتاب حاول الدكتور أحمد الشرقاوي جمع تراثه النادر والمتناثر في الكثير من الدوريات التي كانت تصدر في حياته ويثريها بإنتاجه الفكري الموسوعي المتعدد المشارب وطريقه وأسلوبه ذي الشجون والفنون.وقسم ذلك كله على تسعة أبواب كالتالي:الباب الأول: التاريخوتناول في هذا الباب موضوعات تاريخية مهمة وهي " مسلمو السودان الغربي يحاولون كشف أمريكا في أوائل القرن الثامن الهجري"، قصيدة تاريخية خطيرة.. أهل غرناطة يستغيثون السلطان بايزيد، عمر في بيت المقدس، موقعة عين جالوت، من أيام الفتوح.. من مؤنة إلى اليرموك، العرب والفرس قبل الإسلام، زواج أمير عربي بأميرة هندية، صفحات مطوية من التاريخ الإسلامي: البلغار والمسلمون، وديعة ميافارقين.الباب الثاني: التراجمتناول في هذا الباب موضوعات عن شخصيات عدة منها: المعتصم بن صمادح على فراش الموت، خالد بن الوليد القائد الذي لم يهزم قط، الشيخ الخالدي، المثنى بن حارثة، الرافعي، السلطان الغوري، المأموني الشاعر، محي الدين النووي والسلطان بيبرس، بركه خان أول مسلم من ملوك التتار، وديعة مدينة سالم، الغزي الشاعر، الأمير تميم بن المعز.الباب الثالث: الأحوال السياسية والاجتماعيةتناول الباب الثالث موضوعات منها بعد المعاهدة.. من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، مصر والبلاد العربية، الفريقان المتحاربان في فلسطين الكرم واللؤم، مدينة زائفة، إبرة المغناطيس، ملكة الجمال، ثورة على الأخلاق، خزائن الكتب في القاهرة.. على ذكر الخزانة الزكية، التأليف والنشر في مصر، المذاهب الهدامة، نهضة العرب، اتحاد العرب، الحلف العربي، أثر الثقافة العربية في الثقافة المصرية الحديثة، روح العصر.الباب الرابع: أمم حائرةشمل هذا الباب موضوعات مهمة ومنها فوضى الآراء والأعمال، طغيان المادة وضعف الروح، نحن والمدنية الأوروبية، الهداية والرقابة، المدارس أو دور العلم، الأسرة، المرأة في هذا العصر، الإيمان بالله، العدل.