كان أحدهم يعمل سكرتيراً لمديرٍ سيئ الأخلاق، لا يُـجيد فنون وأخلاق ومهارات التعامل مع الناس! ذات يوم صَـرخ به وهو يطلبه: أينَ أنت اتصلت بهاتفك ولم ترد؟! قال السكرتير وهو يرتجف: كنت في المكتب المجاور .. آسف جداً! قال المدير بضجر وصوت عالٍ: كل مرة آسف .. آسف .. خذ هذه الأوراق .. ناولها لرئيس قسم الصيانة، وعُـد بسرعة! مضى السكرتير متوتراً .. وألقى الأوراق على مكتب رئيس قسم الصيانة .. وقال: لا تؤخرها؛ فالمدير هناك غاضبٌ جداً! تضايق الرجل من أسلوب السكرتير، وقال: طَـيّـب ضعها بأسلوب مناسب، قال: مناسب أو غير مناسب .. المهم خلصها بسرعة! تشاتما وارتفعت أصواتهما .. ومضى السكرتير إلى مكتبه، بعد ساعتين أقبل أحد الموظفين الصغار في (الصيانة) إلى رئيسه وقال: سأذهب لأخذ أولادي من المدرسة وأعود! صرخ الرئيس في وجهه: كُـلّ يوم تخرج وتتركُ عملك، ما هذا؟! قال: هذا حالي من عشر سنوات .. لأول مرة تعترض.. قال: أنت لا يصلح معك إلا العين الحمراء .. ارجع إلى مكتبك ولا تخرج! مضى ذاك الموظف المسكين إلى مكتبه حائراً من ذاك التّـحَـوّل المفاجئ في شخصية رئيسه، وغاضباً من تعامله الجَـاف معه... وأجرى اتصالاته هنا وهناك بحثاً عن صديق يحضر أولاده الذين طال انتظارهم وقوفاً تحت أشعة الشمس ينتظرونه، بعد أن تبرعَ أحدهم فأوصلهم لمنزلهم! عاد ذلك الموظف إلى بيته غاضبًا، وهنا أقبلَ إليه ولده الصغير فَـرحَـاً ومعه لعبة .. وقال: يا بابا.. هذه أعطاني إياها المدرس لأنّي.... !! صاح به الأب : اغْـرب عني، واذهب لأمك.. ودفعه بيده! مضى الطفل باكيًا يمشي إلى أمه، فأقبلت قطته الجميلة تتمسح به كالعادة .. فرَكَـلَـها الطفل برجله فاصطدمت بالجدار، وسقطت وهي تتألّـم؛ وهنا يأتي السؤال: مَـن ركلَ تلك القطة المسكينة؟ تلك الحكاية وصلتني من أحد الأصدقاء فأحببت أن أنقلها لكم اليوم في هذه الزاوية بعيداً عن نَـقـد ذاك المسئول أو تلك المؤسسة! تلك الحكاية البسيطة تؤكد بأن الحياة الإنسانية تراكمية، فربما (فِـعْـلٌ أو قول مَـا) يطلقه الإنسان لا يلقي له بالاً لكنه قد يسحب وراءه الكثير من الصعوبات وربما المآسي لغيره من إنسان أو حيوان؛ فهلا فضلاً راقبنا أقوالنا وتصرفاتنا، وأنت أيها المسئول ركّـز في قراراتك فربّ قرار هزّ حياة مواطن وأنت غير مدرك لِتبعاته! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :