بعث لي أحد الأصدقاء عبر الواتـسب خبراً يؤكد بأنّ (أمانة المدينة المنورة) نَـفَّـذّت بعض المظلات في (البّـقِـيْـع)، وخُـتِـمَ الخبرُ بأنّ ذلك تَــمّ بتوجيهات من معالي الأمين . طبعاً مضمون الخبر لم يستفزني؛ إذْ لا يحمل جديداً فالمطالبة بتلك المظلات قديمة، وسبق أن ارتفعت بها أصوات بعض المواطنين وكذا طائفة من الإعلاميين في طيبة الطيبة منذ سنوات. لكن العجيب والمُـسْـتَـفِـز في ذلك (الخبر) الإشارة بأنّ التنفيذ إنما كان بتوجيهات (الأمين) ؛ وكأنه أَمَـر بتنفيذ اختراعٍ أو معجزة تقنية!! وهنا أقدر جداً (أمين المدينة) وأحترمه، وقد لا تكون له أدنى علاقة بصياغة الخبر؛ وبعيداً عنه وعن خصوصية ذلك الخبر؛ فيبدو أن تلك سياسة إعلامية متأصلة لدى إدارات العلاقات العامة والإعلام في الكثير من المؤسسات الحكومية الخدمية تقوم على صناعة (مسئول أسطوري)؛ يُـنسب له كل ما في المؤسسة أو الإدارة حتى فَـتْـح ُ أبوابها صباحاً وإغلاقها مساءً، ومجرد قيامه بأبسط واجباته العملية يُـعَـدّ من وجهة نظر ادارات العلاقات العامة كَــرَمـاً منه وفَـضْـلاً يمنحه للوطن والمواطن، ويُــمُــنّـه عليهما!! وأيضاً عبارات (المسئول الأسطوري) وصوره لابد أن تملأ مطبوعات المؤسسة ومنشوراتها الإعلامية، وأذكر في هذا السياق أني اطلعت على النشرة الإخبارية لإحدى الجامعات تحوي (16 صفحة) رُسِـمَــت فيها صورة مدير الجامعة في (20 موضعاً)!! وتلك السياسة الإعلامية التي تُـبَـجِّــل المسئول، وتُــزيف الواقع (أحياناً) أصبحت من الماضي العتيق؛ بل وغَـدت سلاحاً يقتل المسئول إعلامياً مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة التي تكشف الحقائق من داخل المؤسسات بالصوت والصورة!! فهل تموت تلكم السياسة؟! وهل تقوم وزارة الثقافة والإعلام بتدريب مسئولي العلاقات العامة والإعلام، وتطوير أدائهم بما يواكب لغة العصر وثقافة المجتمع؟ أما موضوع (بَـقِـيْـع الغَـرْقَــد) في المدينة النبوية فالمساحة غداً ستكون له بإذن الله تعالى؛ فـفَـضلاً وكرماً لا تذهبوا بعيداً. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :