وطني في يومه وشموخ العطاء - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 9/21/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اليوم الوطني يمثل للسعوديين يوماً مختلفاً عن غيره فهو يوم توحيد جغرافية الوطن تحت راية لا إله إلا الله وهو يوم توحيد سكان هذه الجغرافية تحت راية لا إله إلا الله.. الإسلام دين الدوله الرسمي وبقي مكون وجدان وعقل أبنائه حفظهم الله... حالة الترحال والتنقل بحثاً عن مقومات حياة بسيطة تشترك فيها القبائل خوفاً تارة وتعايشاً لاتحاد المصالح المؤقتة تارة أخرى انتقل الحال مع عبدالعزيز ورجالة -رحمهم الله- فكان الوطن وحدة أرض وانتماء إنسان لأرض تميزت بالثراء الديني متمثلاً في الحرمين الشريفين والثراء الاقتصادي متمثلاً في البترول ومجتمع شاب.. خريطة الوطن واسعة باتساع مساحته وعميقة بعمق أهميته الدينية والاقتصادية والسياسية،. يأتي اليوم الوطني هذا العام وعالمنا العربي يعيش حالة من عدم الاستقرار والاضطراب السياسي.. وهذا يضاعف من مسئوليتنا جميعاً في حماية وطننا واستقرارنا وانطلاقتنا التنموية التي عاد لها الحراك بعد ثبات لسنوات عديدة متنوعة الأسباب منها ماهو داخلي ومنها ماهو خارجي... اليوم نقف أمام وطننا في يوم توحيده وعلى كل مواطن منا مسئولية الحفاظ عليه وتجنيبه الشرور... لن يكون ذلك بكلمات أو مقالات أو أهازيج يرددها الشباب في الطرقات وتتكدس أجسادهم راقصين بين عربات المارة في غير مدينة... لن يكون بأغنية تنطلق أنغامها من مذياع أو تلفاز... ولكن الوطن يستقر بانتماء أبنائه له وذلك الانتماء يقاس بعطاء كل مواطن مهما كانت وظيفته... نعم اليوم لا نريد مسئولاً يصرح لنا بما سوف يعمله.. ولكن نريد حضوره بما عمله.. نريد جامعة تنفتح على مجتمعنا بالمشاركة في الحفاظ على أمنه الفكري بإعداد طلبتها فكرياً وليس تكديس المعلومات صماء في عقولهم نريد جامعات تدرك أن دورها المجتمعي اليوم لا يقل أهمية عن دورها التعليمي والبحثي... في هذا اليوم نريد أن يتذكر المعلم أنه اللبنة الأولى والأهم في بناء عقول صغارنا وأنه يبني غد الوطن بتعليمه صغارنا السلوكيات الحضارية للوصول لجودة الحياة في تعاملنا مع محيطنا والمال العام.. في يومنا الوطني نريد أن يتذكر رجل الأعمال أن ممارسته للمسئولية الاجتماعية وفق رؤية إنسانية وحضارية سيكون رافداً لحياة مريحة لغيره من المواطنين ممن يحيطون به في مدينته ويشاركونه طرقاتها ويتنفسون هواءها معه....، في يومنا الوطني نريد أن تتذكر كل امرأة أن تربيتها لأبنائها وزرع انتمائهم الوطني ليس ترفاً أو تحصيل حاصل بل هو عمق مسئوليتها التربوية والوطنية.. وجميعنا سنكسب نتائج ذلك بممارسات عملية ناجحة بعيدة عن كل أشكال الفساد الإداري أو المالي فتربيته أكبر محصن لابتعاده عن الخطأ... في يومنا الوطني نريد أن يتذكر الطبيب والممرض أن مسئوليته إنسانية قبل كل شيء.. وأن يتذكر الأستاذ الجامعي والإعلامي أن مشاركته في بناء العقول يمثل عمق ممارسته الوطنية... اليوم الوطني تجديد ولاء للوطن وتذكير للجميع أن مسئوليتنا الوطنيه لا تكون احتفالية تنتهي بغياب شمس ذلك اليوم ولكنها تأكيد مسيرة عمل لعام كامل يتجدد ولاؤنا لوطننا ومليكنا في يومنا الوطني..

مشاركة :