في رحاب معرض الكتاب - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 3/22/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

حسب الاحصائيات القادمة من ملفات وزارة الإعلام المشرفة على معرض الكتاب فإن زائري المعرض كانوا بالملايين ومبيعاته أيضا كانت بالملايين... بعيداً عن الأرقام وهي لغة علميه تعطي مؤشرات وربما أدله قاطعة على النجاح أو عدمه.. وقبل أن يأخذني الحرف مع بعض تفاصيل المعرض.... أضم صوتي للأخوة والأخوات في إقامة معرض للكتاب في جدة... فهذه المدينة وأهلها يستحقون مثل هذاالثراء المعرفي والثقافي.. انتهى المعرض وبقي إثرائه ينساب في عقولنا ووجداننا... نعود لمعرض الكتاب في الرياض.. الذي، ربما للمشهد العربي عموماً فقد المعرض بعض توهجه..؛ حيث غابت بعض دور النشر وأيضا غابت بعض الإصدارات وبعض الأسماء ولكن بقي المعرض احتفالية ثقافية تستحق الشكر وأكثر من تحيه... في المعرض ارتفعت نسبة الزائرات من النساء ولم تقف بهن أقدامهن عند كتب الطبخ ولم تتحلق نساؤنا على شكل حلقات أمام الكتب الوردية.. تلك الكتب التي تؤكد أن الرجل غاية دائمة ولعبة في يد الأنثى متى أدركت إغوائه أو أجادت الخطى لطريق قلبه عبر معدته.... أكدت نساؤنا في هذا المعرض ومن قبل أنهن تغيرن وزادت ثقافتهن وارتقت اهتماماتهن بين الشأن الأسري وفق منظومة التكامل والشأن الثقافي والتنموي.. أكدن أنهن تقدمن وإن كان النظام الإداري في الكثير من تشريعاته وقوانينه للأسف مازال يتعامل معهن كقاصرات مهما بلغ بهن العمر.. تنوعت اهتماماتهن بين كتاب وآخر وفكر وآخر.. وجاءت أفواج الشباب من الجنسين لتؤكد لنا أن أبناءنا يكبرون وأن أبناءنا يتغيرون وبعضهم مازال يعتقد أنهم صغار ولابد من حمايتهم هم ونسائهم...مازالوا بلغة الملكية يعتقدون أنهم دون قدرة إدراك احتياجاتهم ومصالحهم..... وأنهم مجموعة قصر تحت وصايتهم في كل شيء... نساؤنا تغيرت اهتماماتهن وارتفعت قامة ثقافتهن.. نساؤنا تجاوزن كتب الطبخ وكيف تسعدين زوجك ويعود من استراحته.. تجاوزن فكرة القبول بإقصائهن ولحقن بقوارب النجاة تعلمن أن الأسرة تقوم على أركان هي أحدها وليست ضحيتها وأن الأسرة تنجح بالتعاون بين أطراف أركانها تعلمن أن لهن حقوق كما أن عليهن واجبات.. نساؤنا تغيرت ونساؤهم مازالت ضمن أملاكهم.... في معرض الكتاب رغم كل الضجيج الذي يصاحبه وملامح الافتعال للكثير من ذلك الضجيج ولكن يبقى المعرض تظاهرة ثقافية تستحق التقدير والدعم.... والتقليل من صخب النقد والتقليل من صخب التنمر على العاملين فيه وخاصة دور النشر حيث نجد البعض للأسف يمارس دور الوصي على مجتمعنا في كل شيء.....حتى في اختياراته للكتب التي يقرأها...انتهى معرض الكتاب وبقي إثراؤه في الارتقاء بعقول قراء الكتب بقي أثره الإيجابي ولكن أيضا أعاد لنا مشكلة الازدواجية حين تحضر المرأة.. حيث ترتفع حرارة المجتمع ويكتشف أن المرأة مثل الفيروس فلابد من مواجهة تكاثر حضورها ومقاومته بكل الطرق وبخطاب يؤكد الملكية والوصاية المطلقة.. فهناك من اعترض على بعض الكتب لأنها ستكون سبباً في كفر نسائهم وأبنائهم..... خطاب الملكية كان حاضراً بحضور المرأة لم يخافوا على الرجل فهو محصن وعاقل... فنساؤنا لا يبلغن سن الرشد إبداً .. ومع ذلك أقول شكراً لوزارة الإعلام على جهودها وغداً كلي ثقة أن الازدواجية ستتلاشى لأن العقول حين تنمو تعرف كيف تخلق واقعها الأجمل...

مشاركة :