شهداء الوطن في يومه - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 9/24/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رحل الشهداء وبقي الأمن نِعمة في عمق عملهم الأمني، بقيت أرواحهم تطوف بيننا ورحلت اجسادهم تاركة لنا وطناً ينعم بالامن، وطنا تحطمت على نصال رجاله رماح الارهاب.. في يومنا الوطني نستحضرهم عطاء وتضحية ونبتهل للرحمن طالبين جنات الفردوس لهم.. في يومنا الوطني ونحن نستعيد بطولات هؤلاء الشهداء مطالبين باجتثاث كل اشكال الخلاف الطائفي او الاجتماعي، وطنا نشترك في حبه ويشترك في احتضاننا، وطنا ننتمي له ويبقى المظلة التي نعود لها.. نختلف حول الوصول للقمة ونتفق حول الثبات على الارض انتماء وعطاء.. ذهب هؤلاء الشهداء عند رب رحيم وبقيت اعمالهم فخرا لنا وامنا وامانا لنا واستقرارا لوطننا.. على نقاء ارواحهم وشجاعتهم، ننعم اليوم بسقوط الارهاب وتساقط من اراد بنا وبوطننا السوء.. الوطن بقدر ما يزهو بهؤلاء والتاريخ بقدر ما يزداد بياضا ببسالة هؤلاء فانه يعيدنا لمربع الوعي والمسؤولية اكثر فهل بعد الروح عطاء.. هل نعجز عن ممارسة وطنيتنا بشكل حضاري.. هل نعجز عن حماية نظافة الطريق، وهل نعجز عن إلغاء راجعني بكرة من قاموسنا الاداري.. وهل نعجز عن ترك الحاسوب او الجوال وقت عملنا فننجز اكثر.. هل يعجز المعلم عن تشكيل عقول طلبته ليكونوا فاعلين وواعين لا مجرد باصمين على الورق بمعلومة تنتهي بمجرد الخروج من قاعة الامتحان.. هل نعجز عن احترام اشارة المرور ادراكا لاهمية ارواح الاخرين.. هل نعجز عن ممارسة واجبنا الوطني في استثمار العقول المبدعة في جامعاتنا؟؟ في يومنا الوطني لنتذكر شهداءنا وقد قدموا ارواحهم فداء لوطننا فهل نعجز ان نقدم وقت عملنا باخلاص لوطننا ومجتمعنا؟ أن ترفض الرشوة فأنت تمارس قيمك الدينية ووطنيتك في آن واحد.. ان تنجز عملك فهي الوطنية.. ان تحترم اختلاف الاخر معك فهي ممارسة واعية للانتماء الوطني.. ان تحترم الانظمة وتقف عندها احتراما فأنت تمارس وطنيتك بوعي ومسؤولية.. اليوم الوطني ليس احتفالية فقط بل هو وقفة مع النفس ماذا قدمنا للوطن .. هؤلاء قدموا ارواحهم.. فهل ذهبنا لعملنا وانجزنا احتياجات مواطن آخر دون ان ندفعه للبحث عن شفاعة او واسطة لياخذ حقه؟ هل ذهبنا لعملنا وقدمنا لاخينا المواطن الاخر حقه في عملنا ونحن نبتسم ومدركين ان ما نقوم به هو واجبنا وليس كرما او تفضلا منا؟ في يومنا الوطني نستعيد الكثير من عمقنا التاريخي متهيئين لانطلاقةٍ اقوى نحو الامام حيث نستحق وطنا وشعبا.. وحيث يطمح ملك تحركت في عهده عجلة البناء والتقدم بالكثير من التحولات التنموية عبر الكثير من المفاصل النوعية فكان الابتعاث مرتكزا حيويا لصناعة الغد بعقول متمكنة من علمها قادرة على الدخول في عالم متقدم بمؤسساته ونظمه ووعي افراده.. في هذا اليوم نترحم على عبدالعزيز ورجاله على رجال وحدوا الوطن لننعم اليوم بوطن نباهي به الامم .. وفي هذا اليوم نترحم على رجال حافظوا على وحدة الوطن نعيش واطفالنا في نعيم امنه.. في يوم الوطن جميعنا مسؤولون عن الوطن وتقدمه.. جميعنا ركائز العمل واثبات ان الوطنية ممارسة واعية وليست اهازيج او شعارات.. او عبارات تسويفية..

مشاركة :