بلى عندنا إعلام - عبد الله بن إبراهيم الكعيد

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تترد كثيرا جملة "ما عندنا إعلام أصلا" يقولها العارف والجاهل، الساخط والراضي. بالاسم الصريح والمستعار، يقولونها هكذا جزافا دون معرفة بأبسط قواعد ونظريات الإعلام الذي ينفون وجوده ولا أدري أي اعلام يعنون أو يريدون؟ أهو اعلام السخط العام من كل شيء حتى الأمور الإيجابية؟ أم هو إعلام التطبيل والتهويل والإثارة؟ أو إعلام الكذب والتضليل؟ ثم هناك وسائل متعددة للإعلام والاتصال: إذاعة، سينما، تلفزيون، صحافة، وكالات أنباء، مواقع اليكترونية، الخ. فأي من هذه الوسائل (ما عندنا)؟ لديّ يقين بأن من يُردد تلك المقولات لا يملك أجوبة لتلك الأسئلة بل ربما لم يُفكّر فيها من الأساس، ولكن يبدو أن مقولة: "مع الخيل يا شقراء" مستوطنة في أدمغتهم وتُحرّك السنتهم و"كيبورداتهم"! على فكرة ليس الاعلام فقط هو المفقود من وجهة نظرهم فلو تحدّثت عن لماذا لا يُطبّق قانون المرور لقالوا "ما عندنا قانون مرور أصلاً" مع العلم أن أول قانون مرور صدر في بلادنا كان عام 1928م تخيلوا منذ البدايات الأولى لدخول السيارات أصدرت الحكومة في عهد المؤسس رحمه الله قانونا للسيارات ثم مر بعدة مراحل تطويرية حتى القانون الحالي الذي صدر في عام 2008م. من يقول ما عندنا إعلام، مثقفون، مسرح، كورة، جامعات، ما عندنا سياحة، الخ فهو يتحدث عن رؤيته الشخصية الضيقة (وهو حرّ في قولها) لكنها لا تنقل واقعا ملموسا ونظرة أشمل وأوسع. نعم يمكن قبول قول: عندنا اعلام لكن ينقصه كذا وكذا، عندنا قانون مرور لكنّه لا يُطبق على أرض الواقع لهذا يرتع المخالفون في الشوارع دون رقيب أو حسيب. عندنا مسرح لكنه يحتاج للدعم والحماية ممن نصّبوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، وهكذا. تجريد الوطن من منجزاته ونفي الصور الإيجابية سوداوية لا يمكن أن يكون هدف أصحابها البناء أبداً أو حتى الإصلاح بقدر ما هي محاولة لتكسير المجاديف لكن غاب عن أذهانهم أن مجاديف المخلصين عصيّة على كتائب "مع الخيل يا شقرا" وفي رواية "يا شقره". لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net

مشاركة :