تهتم الجهات الصحية في المجتمع السعودي بتطوير التعليم المستمر، وتنمية القدرات المهْنية للعاملين في القطاعات الطبية السعودية، عن طريق إقامة مؤتمرات وندوات دورية، لكن هناك أوجه قصور في تنظيمها، كارتباك عملية تسجيل المشاركين، وانتقال الحاضرين من وإلى مكان انعقاد المؤتمر، إضافة إلى عقبات تنفيذية تجعل من المؤتمرات الطبية أقلّ من المستوى المطلوب. في رأيي أن إطلاق اسم "عالمي" على مؤتمر طبي لا يكون بمجرد دعوة عدد من المتحدثين العالميين، فما يهم هو تسهيل عقبات استقبال المشاركين الآخرين من خارج البلد، كسرعة حصولهم على تأشيرة الدخول، وإنشاء مراكز مؤتمرات متخصصة في مختلف مناطق المملكة، بما تتضمنها من مرافق لورش عمل، وقاعات محاضرات موازية، فمن الواضح افتقار البيئة الطبية السعودية إلى بنية أساسية تصلح لاستقبال أعداد غفيرة من المشاركين في المجال الطبي، كتأخر استخراج التصاريح المطلوبة لإقامة المؤتمرات، وحجز فنادق لا تتحكّم في أوقات إقامة الندوات، نتيجة انشغال قاعاتها وغرفها بمناسبات اجتماعية أخرى، إضافة إلى ضعف مهنية العدد القليل من الشركات المتخصصة في تنظيم المؤتمرات الطبية، خلافًا لغيرها من وكالات السياحة والسفر، فأكثرها غير مؤهل من الناحية الثقافية والتنظيمية والمهنية، للتعامل مع احتياجات المتخصصين الصحيين والأطباء بِـحَرفية ومهْنية. وبسبب تلك المشكلات، أصبح تنظيم المؤتمرات الطبية في المجتمع السعودي مهمة صعبة، تجعل بعضهم يعيد التفكير في قرار إقامتها والجدوى منها، وبخاصة مع سلسلة الاحباطات التي واجهت عددًا من الأطباء المتميزين، وغياب التقدير المعنوي والمكافآت التشجيعية من الهيئات التعليمية والإدارات الطبية، مما حدا ببعض الجمعيات العلمية الطبية السعودية، إلى إقامة مؤتمراتها في بعض الدول المجاورة والخليجية، والاندماج مع بعض الجمعيات الإقليمية التي نجحت في استقطاب الكفاءات العلمية والباحثين المتميزين، لإقامة دورات، وورش عمل، ومؤتمرات عالمية، بسلاسة ومهنية. وكما يتم الاهتمام بـحفلات افتتاح المؤتمرات الطبية، وخطاباتها المنمّقة، ذات العبارات الفاخرة، ومتابعاتـها الإعلامية وقصّ أشرطة الافتتاح، والتقاط الصور التذكارية، من الضروري الوصول إلى آلية، لتنفيذ التوصيات المهمة التي يخرج بها المؤتمرون بصورة سنوية متكررة، حتى لا تذهب أدراج الرياح، وتظل حبيسة الصحف، وأثير المذياع، وتقارير الأخبار... فحسب. abkrayem@gmail.com
مشاركة :