* بعدَ أحداثِ 11 سبتمبر أقامتْ أمريكا الدُّنيا ولم تُقعدْها.. وذاك من حقِّها.. فقد ضُربتْ في مقتلٍ وأينْ؟ في عِقرِ دارِها... وكأنَّ الأمة الأمريكيةَ بأسرِها.. أُهينتْ.. * ولم تتوقفْ من حينِها.. المطالباتُ الأمريكيةُ.. للدولِ الإسلاميةِ.. بضرورةِ المراجعةِ.. للمناهجِ.. للخطابِ الدينيّ.. للحوارِ... إلى آخرِ قائمةِ الموَّالاتِ المُتْخمةِ بالإنسانياتِ.. لكنَّ العجيبَ أنَّ كلَّ ذلكَ الصَّخبِ.. والضجيجِ.. يتلاشى كما الفقاعاتُ.. مع أوَّلِ اختبارٍ إنسانيٍّ حقيقيٍّ.. فلمْ يحدثْ أن رفّ جفنٌ لأمريكا وساستِها إبان الهمجيَّةِ الإسرائيليةِ وأساليبِ التوحُّشِ.. التي قامتْ بها إسرائيلُ ضدَ الفلسطينيين سواءٌ في غزةَ أو الضفةِ.. * ما حدثَ هناك لم يكنْ لإنسانٍ ذي ضميرٍ أن يقبلَ به أو يمكنُ تصوُّرُه تدميرٌ كاملٌ لكلِّ شيءٍ يتحرَّكُ.. وثابتٍ.. أطفالٌ.. نساءٌ.. شيوخٌ مدارسُ.. منازلُ.. مبانٍ.. كلُّها لم تسلمْ ومع ذلكَ فلم تكتفِ أمريكا بالصمتِ بل أيَّدتْ إسرائيلَ تحتَ حُجَّةِ أنها تمارسُ حَقَّها في الدفاعِ عن نفسِها!؟ * واليومَ وقد ثارَ العالمُ الغربيُّ نتيجةً لأحداثِ باريسَ وانتفضَ في كلِّ مكوِّناتِه لأنه رأى أنَّ ما تمَّ إنما هو تعدٍّ على حُريَّة ِالرأيِ.. ونحنُ معَهم.. لكنْ هل هذهِ الحُريّةُ خاصةٌ فقط بغيرِ المسلمين؟ وهل مْن قُتلَ في الأحداثِ كانوا فقط من غيرِ المسلمين؟ ألم يُقتلْ مسلمون...؟ وألمْ يتمْ التعدِّي على رموزِ الإسلامِ؟ وأهمُّها وفي قمّتِها نبيُّ الإسلامِ عليه السلامُ؟ * لا ، ومن زيادةِ الطينِ بِلَّة أمريكا اليوم غاضبةٌ من الفلسطينيين ومحكمةِ الجناياتِ الدوليَّة لأنَّ الفلسطينيين لجأوا للمحكمةِ ولأنَّ المحكمةَ قبلتْ دعْواهُم.. لكنْ في ماذا؟ هل في عبثٍ؟ أم في حقٍ؟ طبعاً جرائمُ إسرائيلَ في غزةَ ليستْ مدعاةً للمحاكمةِ أو حتى التساؤلِ؟ بالنظرةِ الأمريكيةِ؟ ولهذا فالواجبُ على الكلِّ الالتزامُ بهذا وإلا أصبحَ منبوذاً وتحتَ شعارِ حُريَّةِ الرأيِ.. وحقوقِ الإنسان؟! aalorabi@hotmail.com