مابقتش تغوى الصغار.. والله زمان يا طبلة الفخار

  • 11/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ساعات قليلة، وتحل ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، والتى تمثل فرصة للباعة، قبل المولد بأسبوع، ليفترشوا الشوارع، بأدوات الاحتفال التراثية القديمة، كالطبلة والعروسة والحصان، وغيرها من الإكسسوارات، التى يتهافت عليها رواد المولد كبارا كانوا أو صغارا، لتكسو الشوارع بهجة، وتسرق أنظار المارة إليها، خاصة الطبلة الفخار، التى اقتطعت المرأة السبعينية مترا مربعا بشارع سعد زغلول بمدينة الزقازيق فى محافظة الشرقية، برفقة زوجها الرجل الكهل، لبيعها علهم يتربحون بضعة جنيهات، من بركة المولد، ينفقون منها لحين قدوم موسم آخر يزدهر البيع فيه.تارة تجلس دولت عبدالرحمن، إلى جوار زوجها، وتارة أخرى تقف تنادى على المارة، بصوت متهدج: «والله زمان يا طبلة الفخار، زمنك ولّى، ولا عادشى يبص لك كبار ولا حتى صغار». وتتذكر الحاجة دولت قائلة: «بقالى أكتر من ١٥ سنة ببيع الطبلة والرق، والطلبية عندى مش بتبات ليلة، تتباع وأجيب غيرها أيام الموالد». وعلى الرغم من أن قيمة الطبلة الفخار تتراوح أسعارها بدءا من جنيه واحد وحتى عشرة جنيهات، وذلك حسب حجمها، إلا أن المارة عكفوا عن شرائها، وانقضى النصف الأول من النهار دون بيع، ما أصاب الزوجين بالملل، اللذين أتيا من قريتهما البعيدة للرزق، لكن الأمل ما زال يطمئنهما، بأن الزبائن قادمون لا محالة، وسيبيعان الطلبية التى جلباها من «المفخرة» بمبلغ زهيد، فخمسمائة جنيه تكاد تكفى طعامهما شهرًا. وقالت الحاجة دولت، وعلى وجهها ابتسامة أمل: «فات النهار ولسه ما بعتش بجنيه، والناس بتبص على الطبلة ومش هاين عليها تشتري، لكن المولد على الأبواب، وعندى أمل أبيع فى المولد؛ لأن الطبلة مهما عفى عليها الزمان، لها زهوة وفرحة، وأكيد العيل فرحته بيها أكبر من فرحة المسدس وكل اللعب التانية، والأهالى نفسهم ماينسوش فرحتهم بيها زمان؛ لأنها اللى باقية من ريحة الاحتفال بالمولد من أيام زمان الحلوة، وعشمى فى ربنا يربحنى وما يكسفنيش».

مشاركة :