والله زمان يا سلاحي

  • 7/7/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر علي الخياط راعي البندق أو راعي عنيزة (توفي 1294 هجرية)، ضمن قصيدة طويلة: لي بندقٍ ترمى اللحم لو هو بعيد ما وقّفت بالسوق مع دلالها لا حظوا كلمة "دلالها" وهي مفردة توحي بتجارة السلاح قديماً. ومرّت عليّ قصيدة أخرى لم تخل من ذكر سوق السلاح لأحد الشعراء يقول: ولي بندق رمْيها يغدي غثا بالي ومخضّب ٍعقبها من كف صاحبها الله يرحمك ياعود ٍشراها لي من واحد ٍجابها للسوق جالبها شراها لي بالذهب لو سعرها غالي بماية وعشرين مايفهق بغايبها البيت الثالث هنا يوحي أن الذي اشتراها له هو "العود" أي الوالد. وهو اعتراف ضمني أن البندق قديمة. وفي بعض المدن العربية نسمع عن "سوق السلاح" وهو زاوية أو ركن من سوق المدينة يضم تجار وسماسرة السلاح، سواء تلك التي تُصاحب الرحّالة في أسفارهم للدفاع عن النفس ضد قطاع الطرق أو الضواري، أو تلك التي تُستعمل للصيد في البساتين في حدود الديرة وداخل نخيلها. واعترفت العامية العربية بدور حامل البندقية، وجعلتهُ يُشبه الفنان أو المعلّم، ومعروف بين الناس أنه يُهدّف ويُصيب أهدافه فأطلقوا في العامية صفة "بْواردي" لأنه امتاز عن غيره بخصال كقوة النظرة وصفائها ووضوحها. ومُتعلّمٌ أصول الرماية، ولا توجد في الفصحى تعابير مطابقة للكلمة (كلمة بواردي) ولا يجزم أحد من باحثي اللهجات بجذر الكلمة أو مصدرها، لكن توجد اجتهادات تقول إن الكلمة من (البارود) أو بالإنجليزية Gun powder. وكما يعلم الغالبية من القراء أن البندقية لها اسم عند عوام العرب وهي (البارودة)، وجاء اسم البندقيّة من كلمة (بُندقْ) وهو ما تُحشى به الماسورة لصيد الطيور قديماً، أو في أول اختراعها. وعصرنا الحاضر أوجد دخلاً وطنياً للبلاد التي تصنع. دخلاً يُنافس الصناعات الأخرى والغذاء. وتحت تلك التجارة برعمت مفردة "سماسرة السلاح" أولئك الذين يعرفون طرقهم لبيع السلاح بكميات كبيرة، ويستعذبون قيام الحروب والنزاعات لأنها مصدر عيشهم. ولنخرج عن الاشتقاقات والمفردات قليلاً لأسأل نفسي مع بقية خلق الله السؤال الآتي: لماذا لم نرَ صُوراً لأكداس العتاد والمصفحات والآليات التي كانت تعتمد عليها داعش، بعد اجتياح الموصل من قبل قوات العراق؟، ولأنها تُعتبر غنائم لماذا لم تظهر للعيان. أم أنهم يخافون من معرفتنا ماركتها، وعنده يظهر من زودهم بها. الله العالم.

مشاركة :