آن الأوان أن تكون لدينا قراءة دقيقة لما يدور داخل أروقة منشآتنا ومؤسساتنا الرياضية التي تعيش تحت مظلمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لنصل إلى معرفة الأسباب التي آل إليها واقعنا الرياضي بذلك التدني الواضح وما صاحبه من اخفاقات في عدم تحقيق ما يتناسب ويتلاءم على الأقل مع نسبة من المصروفات المدون على سلم الرواتب وبنود التعاقد مع اللاعبين والأجهزة الفنية وغيرها من الاختصاصات وبقليل من التفكير بعقلية رياضية يظهر من الوهلة الأولى أننا نعمل بدون خطط مرسومة للوصول إلى تحقيق هدف أو أهداف مرسومة تتماشى مع حجم وثقل الأندية التي يفوق عددها المئة والخمسين في بلد يملك القدرات البشرية العلمية والمواهب الميدانية التي يتمناها كل راصد لتلك القدرات العالية القادرة على أن تكون شيئاً محسوباً على أرض الميدان. لقد حقق المنتخب الأولمي بطولة دول الخليج بكل جدارة واقتدار بمدرب وطني هو الأخ بندر الجعيثن وأنا أعرف قدرات هذا المدرب وأخلاقه العالية وأسلوبه العلمي وقدرته على إيصال المعلومة بكل اللاعبين واستثمار مخزونهم العالي من قدرات العطاء الميداني الذي أسعدنا وأفرحنا وأعادلنا البسمة مع فريق الأمل الشاب بعد تلك النكسات السابقة المؤلمة التي جعلتنا تحسر على خطوات صاحبها الاستعجال وقلة الفكر الرياضي الناجج والواعي في تلك التعاقدات مع أصناف بعض المدربين الذين لهفوا الملايين ثم ذهبوا يقول المتنبي. (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم). لقد توالت بشائر الخير بتلك المكارم الملكية التي عمت شرائح المجتمع السعودي وأنعشت المرفق الرياضي وتلك الأندية التي تئن من ثقل الديون المتراكمة عبر سنوات صاحبها سوء تصرف مع تلك التعاقدات المختلفة بأرقام مليونية لبعض اللاعبين الذين أصابهم الغرور ومنهم اللاعب نواف العابد وما صاحبها تصرفاتها من خروج عن النص هداه الله. يقول الجواهري (قد يقتل الحزن من أحبابه بعدوا.. عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا). رحم الله أبا متعب وأعان الله أبا فهد على مهامه الجسيمة إنه سميع مجيب. *أستاذ محاضر في قانون كرة القدم
مشاركة :