الوعد الحق | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 3/5/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يُقال إن أهل السياسة كثيرًا ما يكذبون، فطبيعة العمل السياسي كممارسة واقعية هي كثرة التلوُّن والتحوُّل في المواقف، والتغنِّي بالكثير من الشعارات البرَّاقة والعناوين الخدَّاعة التي تُطلق على عواهنها وتطرب المسامع بمزاياها ووعودها دون إنجاز أو تنفيذ، أو يكون لها نصيب كبير في أرض الواقع. *** وأرى أن هناك مساحة على الدوام للكذب "السياسي" مقبولة من أهل السياسة على المستويات الدنيا، من المساعدين ممن هم دون رؤساء الدول والوزراء المسؤولين، فهذا مجرّد استهلاك لحركة اللسان تُمليه بعض الظروف السياسية.. وإذا تراجعوا عنه فهو أيضًا لظروف "سياسية" أخرى، فهناك على الدوام ضغوط أكبر منهم تجبرهم على التصريح، حتى لو لم يكونوا مقتنعين بغير ما صرّحوا به أو قالوه. *** أما القادة ورؤساء الدول فمن المُستحب، بل من اللازم أن يملكوا الصدق في العمل؛ فعليهم أن يصدقوا مع شعوبهم في عرض الوضع الفعلي لبلادهم، وما هو دور الدولة ودور المواطن، مثل خطاب خادم الحرمين الشريفين السنوي لمجلس الشورى الذي يُحدِّد فيه معالم السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، وخطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه الرئيس الأمريكي في الكونغرس كل عام ويُحدِّد فيه خطوات العمل لحكومته.. الخ. *** ورغم أنني لا أتفق على أن السياسي هو الذي يجيد فن الكذب، بل يقول الحقيقة بشكل أقل حدة من الواقع وبمساحيق تجميل تظهرها بشكل غير جارح.. وقد أجاد الكاتب الروائي الرائع "إحسان عبدالقدوس" في تصوير هذا المعنى في قصته: (أنا لا أكذب ولكني أتجمّل).. وهو ما يُدعى "الكذب الأبيض". #نافذة: كان تشرشل يقول للبريطانيين: "لا أعدكم إلا بالدم وبالدموع والبكاء والألم"، وحقق لهم النصر، فليت كل الساسة يصدقون مع شعوبهم حتى تصمد الشعوب معهم. nafezah@yahoo.com

مشاركة :