حوار قرأتُه في أحد منتديات التَّواصل الاجتماعيّ، أحببتُ أن يشاركني القرَّاء فيه، بعد أن نقلته بتصرُّف. سألني: هل أنت سُنّي أم شيعيّ؟ قلت له: أنا مسلم. قال: بل أسألك عن عقيدتك: سنّي أم شيعي؟ قلت له: أنا مؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، لا أُفرِّقُ بين أحدٍ من رسله، وأؤمن باليوم الآخر، وبالغيب. قال: أسألك عن طائفتك: سنّي أم شيعي؟ قلت له: قال الله تعالي: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ). قال: أقصد أيّ جماعة تتبع: السنَّة أم الشيعة؟ قلت له: أنا أتَّبعُ ما أنزل الله جلَّ وعلا، القرآن وكفی. والله تعالى يقول: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ)، ويقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكم الْإِسْلَامَ دِينًا). قال: أنت تعلم أن هذا التقسيم هو السائد، وهناك صراع كبير بين السُّنَّة والشيعة. قلت له: الصراع بين البشر، لا علاقة له بالإيمان والكفر.. الله لم يأمرنا في كتابه أن نقاتل الناس؛ لأنَّ إيمانهم ليس مثل إيماننا، أو لأنَّ عقيدتهم تختلف عن عقيدتنا.. بل قال لنبيّه: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ). إنَّ الصراع بين المذاهب هو صراع وهميّ، لا علاقة له بالدِّين؛ فالدِّينُ الحقُّ لا يأمرنا بقتال الناس إلاَّ في حالة واحدة، وهي حالة ردّ الظلم والعدوان والبغي، وحماية حقوق الناس. فالأمر بالقتال جاء لردع الظالم عن ظلمه، أو بغيه، أو اعتدائه، أيًّا كان دينه، أو انتماؤه، أو مكانته. يقول الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا). وما وراء ذلك من صراع فهو صراع سلطة وأهواء. * نافذة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) «الحجرات: 13». nafezah@yahoo.com
مشاركة :