نحن نعلم أن العمل في بيئات الهشاشة والصراع والعنف يختلف اختلافا جوهريا عن العمل في بيئات لا تعانيها، وأن طبيعة الدعم المقدم للبلدان المتأثرة بهذه الأوضاع يجب تصميمه وفق احتياجات كل بلد، وأن يتركز على أسباب الهشاشة وعوامل المرونة والقدرة على الصمود، ومن الضروري الآن تنظيم وتقوية الدعم الجماعي المقدم من مجموعة البنك الدولي، بما في ذلك من مؤسسة التمويل الدولية والوكالة الدولية لضمان الاستثمار والبنك الدولي، حيثما تشتد الحاجة إليه. وإدراكا لمعاناة المتأثرين بهذه الأوضاع، وللفرص الضائعة التي تمتد آثارها في كثير من الأحيان عبر الأجيال, ستُقيِّم الاستراتيجية ما تحقق من تقدم، وتُحدِّد ما الذي يجب عمله وكيف يمكن للمؤسسة التكيُّف لتعزيز تأثيرها في بيئات كهذه. وللتغلُّب على هذه التحديات في البلدان الفقيرة وعلى نحو متزايد في البلدان متوسطة الدخل المتضررة يعكف العاملون مِنَّا في مجالات التنمية، والحلول الإنسانية والأمنية للهشاشة، والصراع والعنف على وضْع نُهُج جديدة من بينها التركيز على الوقاية، أو مواصلة العمل في أوضاع الصراع أو الأزمات؛ واستخدام أدوات جديدة، بطرق تشمل التمويل الميسر والتمويل المختلط، أو من خلال نظام تخفيف المخاطر الذي يُقدِّم مليار دولار تمويلا من المؤسسة الدولية للتنمية للبرامج التي تستهدف على وجه التحديد عوامل الخطر التي تُنذِر بإذكاء الصراع؛ وتفعيل شراكات جديدة عن طريق إقامة تحالفات مع مجموعة متنوعة من الشركاء، منهم الذين هم أقرب على أرض الواقع، وشركاؤنا في الأمم المتحدة، وكذلك مع البرامج والمنتديات الدولية لتحقيق ما نصبو إليه من نتائج على نحو أكثر فاعلية في بيئات تعاني غياب الأمن والتأثر بالصراع. خلاصة القول: إن الانتقال من الهشاشة إلى الرخاء يتطلب إجراءات أُحسِن تحديد تسلسلها وأولوياتها. إنها عملية تتطلَّب نهجا متدرجا، وأسلوب التجربة والخطأ، والاستعداد للمخاطرة في الوقت المناسب، والالتزام من جانب عديد من أصحاب المصلحة والأطراف المعنية. إنها تدحض الاعتقاد بأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحدها ستكبح الهشاشة، لكنها تظهر أيضا مبلغ أهمية الدور الذي تلعبه التنمية في مواصلة الجهود للوصول إلى السلام والرخاء. ومع أننا ندرك أن كل وضع من أوضاع الهشاشة والصراع والعنف يجب معالجته بنهج فريد يناسب خصوصيته، فإن استراتيجية التعامل مع أوضاع الهشاشة والصراع والعنف ستتيح فرصة لتعظيم الدعم الإنمائي من أجل التغلب على نحو أفضل على هذه التحديات على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية. وما من شكٍ أن الاستراتيجية ستشدد على أهمية تخفيف مخاطر الأزمات، وبناء مؤسسات وأنظمة شرعية خاضعة للمساءلة، وتعزيز الحلول المستدامة بقيادة القطاع الخاص، ومساندة بلدان ومجتمعات محلية تتمتع بالمرونة قادرة على مجابهة الصدمات، وجعْل البشر هم محور وصميم عملنا. ونأمل في الأشهر المقبلة إجراء اختبارات تحمُّل للمجالات ومبادئ العمل الرئيسة. ومن خلال هذه المشاورات العالمية نعلم أنه سيمكننا إيجاد إجابات جديدة وأيضا توجيه أسئلة جديدة. ومن ثم أيا كان الأمر يتعلق بكيفية الاستثمار على خير وجه في الوقاية، أو كيفية تعزيز عملنا في أشد البيئات افتقارا إلى الأمن، أو كيفية تعظيم فاعلية عملياتنا على أرض الواقع، فإن صوتك سيكون بالغ الأهمية في وضع استراتيجية بمقدورها تقوية مساعداتنا لمن هم في أشد الحاجة إلى دعمنا الجماعي.
مشاركة :