يُقال إذا أقبلت الفتنة لا يعرفها إلا العلماء، وإذا أدبرت عرفها كل الناس، وقضية تراجع أسعار النفط في الربع الأخير من العام الماضي، 2014، يظل لغزاً، في وقت يزيد فيه الطلب على هذه السلعة الناضبة، ولكن يبدو أن أسعار النفط بدأت تتعافى، وأن أسباب الموقف المتصلب لأوبك، من إبقاء الإنتاج كان لأغراض اقتصادية بحتة. أعلن مستشار وزير النفط، إبراهيم المهنا، في كلمة قصيرة له، بالعاصمة القطرية الدوحة، أن إبقاء سقف الإنتاج كما هو من أوبك لاعلاقة له بالظروف السياسية، يقول المهنا بعد قرار أوبك إبقاء سقف الإنتاج مستمراً في اجتماعهم الأخير في نوفمبر، أطلق الناس عدة نظريات سياسية، منها أن المملكة تحارب روسيا وإيران، بتحطيم أسعار النفط، وقولهم المملكة سوف تضرب النفط الصخري الأمريكي في العمق، وقولهم ماتت أوبك، وانتهت إلى غير رجعة، وكلها إشاعات ماتت وتلاشت، مع عودة صعود أسعار النفط لحاجز 60 دولاراً، وأن القرار السابق، من أوبك، كان اقتصادياً بالدرجة الأولى لأن الدول المنتجة للنفط خارج أوبك رفضت تقليص إنتاجها، في ذلك الوقت، ولم نكن مستعدين لخسارة حصتنا في السوق بسببهم، مهما كلف الأمر. هذا التصريح، الشافي، والوقفة الشجاعة من أوبك، تأخرت بعض الوقت، ولكنها وضعت حداً لكثير من الاتهامات التي أطلقت سابقاً، وفي ظل هذه الأوضاع السياسية، المشحونة والمضطربة، التي تعتبر مرتعاً للشائعات، علينا أن نستقي المعلومة من مصادرها، وألا نستعجل عليها، وبالمقابل على الجهات المعنية، عدم تأجيل التصريحات الإيضاحية ، لأنها بذلك تترك فرصة لنمو الشائعات وتكاثرها. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول اسحق نيوتن: البراعة، والذوق، واللباقة، والدبلوماسية الناجحة هي مهارة إثبات موقفك وتأكيد وجهة نظرك بدون اكتساب عداوة أحد، أو زعله.