تأثير تجاهل الشركات للعلاقات الاجتماعية وإعادة التنظيم «1من 2»

  • 8/1/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الطريقة التي نعمل بها معا، هي أكثر من مجرد الالتزام بالهيكل التنظيمي، ففي أحد المكاتب التابعة لشركة استشارية عالمية في ميلانو، اعتاد اثنان من الموظفين احتساء القهوة وتبادل الأحاديث على مدار أعوام عديدة. بَيْدَ أن علاقة العمل القائمة بينهما، التي اعتادوا خلالها مشاركة المعلومات حول العملاء وفريق العمل والمناخ الاقتصادي المحلي، تغيرت أخيرا إثر تطبيق استراتيجية جديدة وإعادة هيكلة الشركة وتغيير إجراءات التسلسل الإداري وأهداف الأداء، لتصبح على مستوى إقليمي بدلا من حصرها ضمن النطاق المحلي للمكتب. وعلى الرغم من وجودهما المهني في المكان نفسه، إلا أن الهيكليات المؤسسية الرسمية باتت تكافئهما الآن أقل على عملهما معا، وأكثر على عملهما مع الزملاء في المكاتب الأخرى. وفي الوقت الذي لا يزال فيه الزميلان يتمتعان بعلاقة عميقة، تطورت عبر العمل معا لأعوام عديدة، فرضت عملية إعادة التنظيم في الشركة إيلاء الأفضلية لاستثمار الوقت في بناء علاقات جديدة تلبي أهداف الاستراتيجية الجديدة بشكل أفضل بدلا من قضاء الوقت في احتساء الإسبريسو. تنفذ الشركات في كثير من الأحيان عمليات إعادة التنظيم دون أن تأبه كثيرا بالعلاقات الشخصية التي قد تتأثر من جرائها. فقد تأثرت العلاقة بين هذين الزميلين بسبب إعادة التنظيم، وتتوقف درجة التأثر تلك بصورة أو بأخرى على مدى توافق تلك العلاقة مع التغييرات الرسمية. ومن الممكن أيضا أن تقوض علاقتهما التغييرات التي تقرها المستويات القيادية العليا. فإذا لم يكن القادة على دراية بمثل هذه العلاقات الشخصية عند تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة، فقد يغيرون التسلسل الإداري الرسمي، وسيكون تأثير ذلك في العلاقة ضئيلا. ويمكن للعلاقات التي نشأت في ظل الهيكل الرسمي القديم أن تستمر وتعيق نجاح التغيير. كشفت دراسة تجريبية حديثة نشرت في صحيفة Long Range Planning أن العلاقات الشخصية العميقة لا تتأثر بالتغييرات الرسمية. من جهة أخرى، من المرجح للعلاقات المهنية المتداخلة للغاية والمتجذرة في شبكة علاقات الموظفين أن تمتثل للتغييرات. وشملت الدراسة، التي استندت إلى مقابلات استبيانية متعمقة، 884 علاقة مهنية لـ96 مشاركا بعد مضي نحو 18 شهرا من تنفيذ عملية إعادة تنظيم كبرى في شركة استشارية عالمية. وباستخدام هذه البيانات، تمكنا من دراسة وتشكيل الرسم البياني الخاص بشبكات علاقات المشاركين. سئل المشاركون خلال المقابلات الاستبيانية عن أهم عوامل نجاحهم المهني. انظر مثلا إلى علاقاتك في المكتب، وسترى أنها من المرجح أن تنمو وتصبح أقوى بمرور الوقت. في الحقيقة، توجد تجارب العمل المشتركة كثيرا من الالتزامات وأوجه الاعتماد المتبادل بين الزملاء. وفي إطار هذه الدراسة، قمنا بقياس عمق العلاقات بناء على مستوى الاعتماد الشخصي وإمكانية استبدال العلاقة. فإذا كان من الممكن استبدال العلاقة بسهولة، فإن الدور المهني للزميل هو المهم بالنسبة إليك وليس شخصه. ووجدنا أن وجود عمق شخصي للعلاقة، يجعلها أقل تأثرا بالتغييرات الهيكلية، حيث إن عمق العلاقات والاعتماد المتبادل على المستوى الشخصي هو ما يجمع الزملاء وليس الهياكل الرسمية للشركة ولا الضغوط التي تهدف إلى فرض الامتثال للتغييرات التنظيمية... يتبع.

مشاركة :