الشركات وعلاقتها بالمسؤولية الاجتماعية «2 من 2»

  • 8/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خططنا للتوسع في ذلك من خلال دراسة العلاقة بين حتمية الموت والسلوك الإيجابي المؤسسي. فمن خلال بحثنا الذي حمل عنوان: قد أكون أنا: وفاة المديرين، حتمية وفاة الرؤساء التنفيذيين والسلوك الإيجابي في الشركة "شاركني كتابته زميلاي سي كروسلاند، وإس هوانج وسينشر قريبا في مجلة علوم الإدارة"، اختبرنا إذا ما كان الرؤساء التنفيذيون الذين خسروا أحد أقرانهم "بهذه الحالة عضو في مجلس إدارة الشركة ذاتها" سيتفاعل مع الحدث من خلال إعادة تقييم أولوياته وزيادة نشاطات المسؤولية الاجتماعية للشركات، مثل استثمارات أكبر بهدف تحسين ظروف العمل أو تطوير المجتمع. لمعرفة إذا ما كانت هذه الاستجابة واسعة في الحالات التي تكون فيها الوفاة تمس بشكل خاص الرئيس التنفيذي، نظرنا في حالتين إضافيتين: عندما كان المدير المتوفى تم تعيينه خلال فترة عمل الرئيس التنفيذي "ستكون العلاقة أقوى بين الرئيس التنفيذي والمدير"، في حالة كانت الوفاة مفاجئة. نظرا لكون الرؤساء التنفيذيين الأصحاء أكثر عرضة للانخراط مع أقرانهم الذين ليس لديهم علامات تدل على المرض أو العجز، افترضنا أنهم سيعانون أكثر إذا ما كانت الوفاة غير متوقعة، وليس لديهم الوقت الكافي ليتهيأوا نفسيا. بدأنا البحث بتحديد 755 حالة وفاة لمديرين عن الفترة بين 1990 و2013. الشركات التي شهدت حالات وفاة مديرين تمت مطابقتها مع لائحة شركات لم تتعرض لخسارة أحد طاقم الإدارة بفترة حدوث الوفاة نفسها. تم استخدام 89 شركة شهدت حالة وفاة وأخرى لم تشهد ضمن المجموعة النهائية. أجرينا بعدها تحليلا للاختلافات في الاختلافات لمقارنة أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات بعد أن شهدت الشركة حالة وفاة لأحد المديرين ضمن مجموعة الدراسة. تمت مقارنة وتقييم أنشطة قسم المسؤولية الاجتماعية للشركات خلال الأعوام الأربعة التي سبقت حالة الوفاة مع الأعوام الأربعة التي تلتها. وتضمنت الأنشطة، مدى انخراط الشركة في المجتمع، والفرص البيئية وحقوق الإنسان، وتنوع القوى العاملة، والعلاقة بين الموظفين، وسلامة المنتج وجودته. تم الحصول على المعلومات عن الأداء من خلال قاعدة بيانات مؤشر KLD، الذي يعطي مجموعة من المؤشرات لتقييم مدى إيجابية وقوة وسلبية ومخاوف الحوكمة البيئية والاجتماعية للشركات. لقياس أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات بشكل عام، لم نقم بحساب معدلات القلق من معدلات القوة. أظهرت الدراسة أن الشركات التي شهدت وفاة أحد المديرين ارتفع فيها معدل المسؤولية الاجتماعية للشركات بمقدار 0.372، في الفترة التي تلت حالة الوفاة. بالتالي فإن حجم تأثير وفاة المدير في أداء المسؤولية الاجتماعية للشركات مهم للغاية. إضافة إلى ذلك قسمنا أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى فئتين: تلك التي تبدو أكثر تركيزا على المجموعات من داخل الشركة "العلاقة بين الموظفين، وتنوع القوى العاملة، وسلامة المنتج وجودته" وأخرى تركز على مجموعات من خارج الشركة "العلاقات المجتمعية وحقوق الإنسان والفرص البيئية". أظهرت تحليلاتنا أن التحسن في أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات عقب وفاة المدير تعزى إلى حد كبير إلى زيادة أنشطة المجموعات من داخل الشركة، أي تلك المتعلقة مباشرة بالشركة. على سبيل المثال، شهدت شركة Jones Lang LaSalle حالة وفاة لأحد المديرين في 2008. أظهرت البيانات أن قوة المسؤولية الاجتماعية للشركات في الشركة ارتفعت من 4 في المائة العام الذي توفي فيه المدير إلى 7 في المائة في الأعوام الثلاثة التي تلت حالة الوفاة. وبعد أربعة أعوام ارتفعت إلى 11 في المائة في تلك الحالة، يعزى ذلك الارتفاع بشكل كبير إلى التغييرات في العلاقات بين الموظفين وتنوع القوى العاملة حيث ارتفعت الأنشطة التي تركز على المجتمع بشكل أقل حدة. تقدم هذه الدراسة أولى الأدلة عن وجود علاقة بين فكرة حتمية الموت والأنشطة الإيجابية للشركة. وترى أن وفاة المديرين لها تأثير أكبر من الأسباب التقليدية كفقدان المعرفة والمهارات أو رأس المال الاجتماعي بسبب الوفاة. فالحرمان يؤثر في الأحياء ويتركهم يفكرون في قيمة الحياة الأمر الذي يحفزهم وشركاتهم على التفكير في ما هو أبعد من الأمور المادية، ويحول جهودهم نحو زيادة انخراط الشركة في النشاطات المجتمعية، في حين يأمل المجتمع ككل ومجتمع الأعمال أن تكون الشركات وقادتها أكثر مسؤولية عن أعمالهم. وتظهر الدراسة التي قمنا بها وجهة نظر مثيرة للاهتمام، في الواقع، يجب أن يكون لدى الرؤساء التنفيذيين والمديرين الحافز لإدراك أنه يوجد في الحياة ما هو أكثر من المال.

مشاركة :