زين ربيع شحاتة يكتب: مدير فني لمواجهة خطة الفتنة الفضائية

  • 9/25/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحرب هى تبادل منظم للعنف وتهاجم الجسد ، و الإعلام هو عملية إقناع منظمة تهاجم العقل ، و مع تلمس العالم لقوة الكلمة و الإعلام أصبحت الدعاية ومواجهة العقل هى البديل للحرب ، الأقل تكلفة و الأكثر تدميرًا ، وبتصفح تاريخ الحروب نجد أنها تحولت من رياضة النبلاء التى تدور بين مجموعة من الجنود المحترفين بعيدًا عن الكتل السكنية ، ولكن مع فرض التجنيد الإجبارى ودوى صافرات الإنذار قبل الغارات ، وتحديد كميات الغذاء المسموح بها ، بدأ الناس تستشعر بالحرب ، فالحرب العالمية الأولى التى بدأت و الناس ترقص فى الشوارع أنتهت بكارثة إنسانية ، ومنذ ذلك الحين وأصبح الشعب محور الحروب بل أن روحه المعنوية رصيد حربى وعسكرى هام لا غنى عنه فى معادلة القوة الشاملة ، ، ولا دليل على أهمية الشعب و الجبهة الداخلية فى زمن الحروب أكثر وضوحًا من هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية رغم أنها أكثر الدول تنظيمًا ، ولم يهزم جيشها فى أى مواجهة عسكرية ، ولم تغزو أراضيها ، ولكنها طُعنت من الخلف كما وصفها الكاتب "فيليب تايلور" فى كتابه "قصف العقول ، و بتصفح تاريخ الحروب نجد أيضًا أن الدعاية أو التضليل الإعلامى كان الفاعل المسيطر أن لم يكن المطلق لمسارها ونتائجها ، كما أتسمت الخطة البريطانية التى تم إدارتها من مكتب " ولينجتون هاوس" و التى كانت سببًا فى دخول أمريكا الحرب العالمية رغم تعهد رئيسها بإلتزام أمريكا الحياد ، و التى أكتشف فى وقت لاحق أن الموقف الأمريكى كان نتيجة لعملية تضليل و مجموعة من الأخبار المفبركة التى لا دليل قوى لصحتها بل أن بعضها لم يكن له وجود من الأساس كما أعلنت عنه لجنة "بتسونبى" لتقصى الحقائق و التى قال ( أن تسميم النفس البشرية بالتزوير أكثر شرًا من قتل النفس) ، والتى كانت سببًا فى قانون صادر عن مجلس الشيوخ الأمريكى عام 1939م يلزم أى إعلامى أجنبى يدخل الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة إخطار الحكومة .و بالنظر إلى الوضع الأقليمى و ما تعرض له محيطنا العربى من فتن وانقسامات كانت سببًا فى دمار العديد من الدول العربية ، نجد أنها اعتمدت على الدعاية و الشائعات فى إسقاط الأنظمة ، وقبل الخوض فى هذه الشائعات و عبقريتها المرعبة التى تدفع الناس إلى التصويت ضد أكثر مصالحهم فائدة نتيجة لقمعهم إعلاميا ، علينا أن نتوقف عند معنى النظام ، الذى يطالب المغيبين بإسقاطه ، فالنظام هو السلم الاجتماعى الذى يستوعب جميع الطوائف تحت سقف سلطة يحترم الجميع هيبتها ، وبديلها الفوضى وعدم الإستقرار ، و بالعودة إلى التضليل الإعلامى وحرب الشائعات علينا أن نتذكر أن إلغاء منصب وزير الإعلام كان مطلب وتوصية ما عرفوا بأسم "ثوار يناير" ، وهذا ما يؤكد أن الإعلام خط دفاع قوى ، وحائط صد منيع ضد محاولات التضليل و التزوير التى تغذى الخوف و الجهل أول أسباب إسقاط السلم الإجتماعى ، لذلك وبعد الظهور الفاضح لقنوات الفتنة الفضائية وتعمدها نشر أخبار كاذبة ، و الإعتذار عنها علينا أن نفكر جيدًا فى عودة وزير الإعلام كمدير فنى يتولى رسم خطة إعلامية لرفع الوعى القومى ومواجهة خطة الإعلام المضادة التى تعكس ملامحها تعدد أهدافها وأحادية ممولها ومديرها الفنى .

مشاركة :