كورونا الصين العظيم الذى أنتقل من مدينة ووهان الصينية إلى جميع بقاع المعمورة وفرض حياة جديدة على الإنسانية ستمتد آثارها إلى سنوات ،هذا الفيروس الذى لا يٌرى بالعين المجردة حشد العالم بمؤسساته السياسية و الصحية لمواجهته ، ولكن هناك من ترك الفيروس و رصد تحركاته فى دول العالم وتفرغ لصناعة فتنة داخلية تساهم فى دعم إنتشار الفيروس و إنهيار المجتمع أنها قنوات الفتنة فى قطر وتركيا وغيرها من العواصم الممولة لمخطط إسقاط الدولة الذى يعتمد فى أول محطاته على إغراق الوعى وبتتبع مسار كورونا فى مصر سنجد أن الدولة المصرية من أول الدول التى حشدت مؤسساتها لمواجهة كورونا فى الوقت الذى نظرت إليه بعض الدول الكبرى بنظرة سطحية بعيدًا عن العمق ، فمصر أول من قامت بتشكيل لجنة لإدارة أزمة جائحة كورونا كانت البداية الصحيحة بإنشاء مستشفى للعزل بمدينة مطروح دليل واضح بأن مسار مواجهة كورونا سيكون فعال و نهايته أن شاء الله ستكون مثمرة ، وبالتوازى مع مخطط الدولة للبناء برز مخطط شيطانى لدول الفتنة المتربصة بمصر شكك فى كل خطوة من خطوات الحكومة فما من قرار إلا ويواجه بهجمة شرسة لا هوادة فيها ، ما من إنجاز يتحقق إلا ويقصف بحفنة من التحليلات التشاؤمية التى تصنع نبؤة سوداء لمستقبل مواجهة الفيروس ، وما من زيارة خارجية لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد إلا وتنطلق خلاياهم الإلكترونية بهشتاج تلو الأخر يطلب بإقالة الوزيرة بدعوى عدم التوفيق و كأن نجاح الحكومة هدف إستراتيجى لهم .ومع دخول كورونا فى مرحلة أكثر شدة أرتدت قنوات الفتنة رداء الساحر و الحواى الذى يبحث عن الثعابين الكامنة فى أركان المنازل و المؤسسات التى لم يراها أهلها ويخرجها من نومها لتنطلق فى أروقة المؤسسات لزرع الفتنة و هدمها ، و يمكن ملاحظة ذلك من خلال الفيديوهات والاستقالات الوهمية للأطباء و العاملين بالجهاز الطبى للدولة سعيًا لطعن جيش مصر الأبيض من الظهر .و بالنظر إلى نص الإستقالة التى نشرتها قنوات الفتنة و التى وصلت إليها فور كتابتها حتى قبل أن تصل إلى المرسل إليه نجد أنها دعوة للإنسحاب من المعركة بدعوى دعم رفقاء المهنة و النقابة مستشهدًا بحديث للنبى صلى الله عليه وسلم واصفًا أن العلاقة بينه و بين الطبيب الذى استشهد خلال عمله بالجسد الواحد وهذا الوصف و أن دل فإنما يدل أن الطبيب المستقيل شخصية تقدر الإنتماء و لكنه تناسي الإنتماء الأهم و الأكبر و الأشمل من إنتماء النقابة و المهنة إنه إنتماء الوطن ، فالإنسان ما هو إلا أبن لسلسلة من الانتماءات منها الموروث كالإنتماء الدينى و القبلى و الوطنى ومنها المكتسب كالإنتماء لحزب أو نقابة ، و تبقى الإنتماءات الموروثة هى الأكثر ثبات وعمق وفى مقدمتها الإنتماء إلى الوطن فحب الوطن هو الحب الخالى من الشوائب وحبة الغذاء للروح والضمير .و بالعودة إلى قنوات الفتنة سنجد أن المعارضة الحاقدة والكارهة أشد خطرًا على الوطن من خطر الفيروس وأكثر فتكًا ، فالصوت العالى الذى تستخدمه من خلال قنواتها و خلاياها الإلكترونية على وسائل التواصل الإجتماعى تستهدف ضياع الحقيقة و إصابة إدارة الأزمة بفقدان التوازن و الخلل فى التعامل مع المواقف لوقوعها تحت تأثير إرهاب هذا الضجيج ليضيع المنطق و تصبح التصرفات رد فعل بعيدًا عن مسار المواجهة الفعال .
مشاركة :