•• أمام قادة الدول العربية وزعماء أميركا الجنوبية الذين يلتقون اليوم في الرياض في قمتهم الرابعة.. فرصة عظيمة لتشكيل قوة حقيقية تلعب فيه دولهم أدواراً بارزة في تحقيق النماء في هذا العالم بما تملكه من ثروات طبيعية وبشرية غير هينة يمكن بتكاملها واستثمارها أن تُحدث أثراً كبيراً في أوضاع العالم الاقتصادية.. وبما يمكنها من لعب أدوار حيوية في الجوانب السياسية والأمنية التي تعيشها الأسرة الدولية.. •• والمملكة العربية السعودية التي تستضيف هذه القمة حريصة على أن يخرج القادة بقرارات ذات أهمية قصوى لإحداث نقلة نوعية في التعاون بين الدول، والتكتلات.. فضلاً عن حشد جهودها ضد كل ما يشكل عوامل زعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم.. ويجعلنا وهم نراوح في أماكننا المتأخرة عن ركب التطور والأخذ بأسباب التقدم نحو الأفضل.. •• وفي النهاية.. فإن المستقبل هو هاجسنا جميعاً، وتنمية الأوطان ورقيها هو في مقدمة الأهداف الرئيسية التي قام عليها هذا التعاون.. •• وإذا كان هناك ما يجب التأكيد عليه فهو أن الكثير من دولنا تملك من أسباب القوة والتأثير ما يجعل تكتلنا هذا مستهدفاً.. وبالتالي فإن الحرص على بناء شراكات ضخمة فيما بيننا كفيل بأن يدفع عنا الكثير من الأخطار والمؤامرات التي لا تريد لدولنا وشعوبنا أن تنهض.. وأن تعتمد على نفسها.. وتستغل ثرواتها الاستغلال الأمثل.. •• تلك حقيقة ندركها جميعاً، وندرك معها أن توسيع مجالات الاستثمار بين دولنا هو الخيار الأمثل بحيث تكون كلمتنا قوية في المحافل الدولية.. وإرادتنا أقوى من كل المحاولات الرامية إلى الإبقاء علينا في عداد الدول النامية.. •• وعندما يصدر إعلان الرياض عن هذه القمة.. فإن مرحلة جديدة من العمل سوف تبدأ.. وبصورة غير مسبوقة وبالذات لأن بعض دولنا أعضاء مهمون ومؤثرون في منظمة أوبك.. وتحقيق المزيد من التعاون والتنسيق فيما بيننا ستكون له آثاره الإيجابية على أسواق النفط بل وعلى الاقتصاد العالمي بشكل عام. •• فإذا أضفنا إلى ذلك أهمية إشراك دول أميركا الجنوبية معنا في الحرب على الإرهاب الضارب أطنابه في هذا العالم.. فإننا نستطيع القول إننا استطعنا تضييق الخناق على بؤره.. وأغلقنا الأبواب دون انتشاره في العالم.. بمزيد من التخطيط.. والتعاون، والتنسيق، وتبادل المعلومات بسرعة كافية.. ونكون قد ساعدنا دول القارة على تحصين نفسها من الداخل مبكراً.. ودفعنا عنها الكثير من الشرور التي تتربص بها.. •• نحن إذاً أمام قمة بالغة الأهمية.. •• ونحن إذاً أمام تعاون فريد ومتعدد الأغراض.. •• ونحن إذاً أمام اختبار حقيقي لإرادة شعوب تتعرض مصائرها لأخطار حقيقية.. •• ونحن إذاً أمام مستقبل أجيال.. تكون أو لا تكون ولا يجب أن نتخلى عنها.. •• وبمعنى أدق.. فإننا لسنا أمام لقاء عادي.. •• نحن أمام إعادة كتابة تاريخ جديد لدول وشعوب تحملت الكثير من الضيم.. والاستغلال.. والابتزاز وجاء الوقت الذي تقول فيه «لا» لمن يريد كسر إرادتها ونعم للعمل الجاد والمسؤول بالاعتماد على الذات.. وصناعة الغد الأفضل. ضمير مستتر: •• المستقبل الأجمل.. لا تصنعه الدول أو الشعوب الخاملة على الإطلاق..
مشاركة :