في بعض الإدارات جنود مجهولون، يحاولون دفع عجلة التنمية، ويحاربون من أجل التطوير الإداري، والارتقاء بالوضع المِهَني، فهم أفرادُ وطن أسهم في تعليمهم وتدريبهم، واستحق منهم ردّ الجميل، وأبناءُ أجيال ضحّت من أجل ترابه، يتـُوقون لرؤيته في واقع أجمل، تقرّ به عيونهم، وتسعد به نفوسهم. وهناك جنودٌ إداريون، مهزومون نفسياً، متخلفون فكرياً، لا يقوون على حمل سلاح المُجاهدة المِهَنية، وقعوا في أسر أهوائهم، فرفعوا الرايات البيضاء في مواجهات إدارية، استدعت منهم شيئا من الإخلاص والثبات، وبعضاً من العزيمة والقوة، لكنهم تولّوا أدبارهم، وانقلبوا على أحلامهم، تلقفتهم الأهواء، وتخبّطتهم المصالح الشخصية، وأغرتهم المناصب القيادية، فخانوا أماناتهم، ولم يراعوا مسؤولياتهم، واتّحدوا مع قُرنائهم المهزومين، ليستقْووا على زملائهم الأكفاء، ويُخفوا هزائمهم الفكرية، وقصورهم العقلي، ويحاولوا استلام زمام مهمّات لا قِـبَل لهم بها، فقد طلبوا الولاية الإدارية، وكان الأولى أن لا ينالوها، وجاهدوا في سبيل الكراسي القيادية، بأساليب مُلتوية، فتسلّطوا على الموظفين، وتجرّأوا على الأنظمة، في غفلة بعض الهيئات الحقوقية، وقصور بعض أنظمة مكافحة الفساد الإداري. وكأنّي أرى أحدهم يتترس في خندقه الإداري، يخشى الخروج من مكتبه القيادي، و مقابلة أصحاب الحاجات، والاستماع لأهل الحقوق، والاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والإدارية، نتيجة اهتزاز الهيكل التنظيمي لإدارته، واهتراء بنيتها، فليس لديه رؤية إدارية مُعتبرة، ولا رسالة وظيفية يؤديها، إلا ماوافق أهواءه، يحاول تحقيق مآرب شخصية، قبل أن يولّي هو وجمعه أدبارهم في مواجهة أهل العزم والكفاءة، ويُهزموا شر هزيمة بعقاب المسؤولين الأُمناء، وتدخّل أصحاب القرار المُخلصين، من أبناء وطن لا يرضى بغير هام السُّحب قريناً, والصّدر دون العالمين مكانة. abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :